للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقت دخوله ذلك، حيث قالت: "دخل عام الفتح من كَداء، من أعلى مكة".

وقولها: (وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا) قال القاري - رَحِمَهُ اللهُ -: أي لما أراد الخروج منها خرج من أسفل مكة، والمراد بأعلاها ثنية كَدَاء بفتح الكاف، والمدّ، والتنوين وعدمه؛ نظرًا إلى أنه عَلَم المكان، أو البقعة، وهي التي يُنحَدر منها إلى المقبرة المسماة عند العامة بالمعلاة، وتسمى بالحجون عند الخاصة، ويُطلق أيضًا على الثنية التي قبله بيسير، والثنية: الطريق الضيق بين الجبلين، وبأسفلها ثنية كُدًى بضم الكاف، والقصر، والتنوين وتركه، وهو المسمى الآن بباب الشبيكة. انتهى (١).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفقٌ عديه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٤/ ٣٠٤٣ و ٣٠٤٤] (١٢٥٨)، و (البخاريّ) في "الحجّ" (١٥٧٧ و ١٥٧٨ و ١٥٧٩ و ١٥٨٠ و ١٥٨١)، و (أبو داود) في "المناسك" (١٨٦٨ و ١٨٦٩)، و (الترمذيّ) في "الحجِّ" (٨٥٣) و (النسائيّ) في "الكبرى" (٢/ ٤٧٦)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٤٠ و ٥٨ و ٢٠١)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٩٥٩ و ٩٦٠)، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: اختُلِف على هشام بن عروة في وصل هذا الحديث، وإرساله، وأورد البخاريّ، الوجهين مشيرًا إلى أن رواية الإرسال لا تقدح في رواية الوصل؛ لأن الذي وصله حافظ، وهو ابن عيينة، وقد تابعه ثقتان، وهما أبو أسامة، عند البخاريّ، ومسلم، وعمرو بن الحارث عند البخاريّ.

ورواه بالإرسال حاتم بن إسماعيل، ووُهيب بن خالد، فرّقهما عن هشام، عن أبيه: دخل النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام الفتح من كَداء، من أعلى مكة، وكان عروة أكثر ما يدخل من كداء أقربهما إلى منزلة.

وأما مسلم فأعرض عن طريق الإرسال، واكتفى بالموصول من رواية ابن


(١) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٤٨٦.