للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُحسّر، وسبب الإسراع فيه، أحببت نقلها هنا؛ لغزارة فوائدها، وكثرة عوائدها (١).

قال رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه .. آمين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

في "الصحيحين"، وغيرهما عن هشام بن عروة عن أبيه قال: "سُئِلَ أسامةُ، وأنا جالس: كيف كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوة نَصَّ"، لفظ البخاري، وزاد في رواية: "قال هشام: والنصّ فوق العنق".

المشهور أن العنق سيرٌ فِيهِ إسراع، وقد يَرِدُ على ذلك أن في روايةٍ في "صحيح مسلم" عن أسامة: "فما زال يسير على هيئته"، ويُرْوَى: "على هينته، حتى أتى جَمْعًا"، وفي روايةٍ في "المسند" سندُها صحيح: "فَجَعَلَ يَكْبَح راحلته حتى إن ذِفْرَيها لتكاد تصيب قادمة الرحل، وهو يقول: يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار، فإن البِرَّ ليس في إيضاع الإبل"، وفي أخرى سندها حسن: "فكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا الْتَحَم عليه الناس أعنق، وإذا وجد فرجة نص"، وفي "الْمُسْنَد"، و"صحيح مسلم" في حديث جابر: "وقد شَنَقَ للقصواء الزمامَ حتى إِنّ رأسها ليُصِيب مَوْرك رحله، ويقول: أيها الناس السكينة السكينة؛ كلما أتى حَبْلًا من الحبال أرخى لها حتى تصعد … "، وفي معنى ذلك أخبار أُخْرى.

فأيُّ إسراعٍ يكون لناقةٍ مُنَوَّقة مشنوق لها الزمام أشدَّ الشنق، ملتحم عليها المشاة والركبان؟.

وقد يُجاب بأنّ العَنَقَ في الأصل هو كما في "الفائق": الخطو الفسيح، فالسرعة فيه من جهة سعة الخطو، لا من جهة سرعة تتابعه، والإبل بطبيعة حالها واسعة الْخَطو.

وفي فقه اللغة للثعالبي: "فصل في ترتيب سَيْر الإِبل، عن النَّضْر بن شُميل: أوَّل سير الإبل الدبيب، ثم التزيد، ثم الذَّمِيل، ثم الرسيم … ، فصل


(١) هذه الرسالة نُسخت من مخطوطات مكتبة الحرم برقم: (٤٧٠٤).