للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(أَيْ بُنَيَّ) "أي" بفتح الهمزة، وسكون التحتانيّة: من حروف نداء البعيد، أو كالبعيد، كالنائم، مثل "يا" وأخواتها، كما قال في "الخلاصة":

وَللْمُنَادَى النَّاءِ أَوْ كَالنَّاءِ "يَا" … وَأَيْ " وَ"آ" كَذَا "أَيَا" ثُمَّ "هَيَا"

وَالْهَمْزُ لِلدَّانِي وَ"وَا" لِمَنْ نُدِبْ … أَوْ"يَا" وَغَيْرُ "وَا" لَدَى اللَّبْسِ اجْتُنِبْ

و"بُنَيَّ" بضمّ الموحّدة، تصغير "ابن" (إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -) بكسر الهمزة؛ لوقوعها في الابتداء، ويَحْتَمِل أن تكون بفتحها بتقدير حرف التعليل؛ أي لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (أَذِنَ) بكسر الذال المعجمة، يقال: أَذِنَ له في الشيء، كسَمِعَ إِذْنًا بالكسر، وأَذِينًا: أباحه له، قاله في "القاموس" (١). (لِلظُّعُنِ) بضم الظاء والعين، وبإسكان العين أيضًا، وهُنَّ النساء، الواحدة ظَعِينة، كسَفِينة وسُفُن، وأصل الظَّعِينة: الهودج الذي تكون فيه المرأة على البعير، فسُمِّيت المرأة به مجازًا، واشتَهَرَ هذا المجاز حتى غَلَبَ، وخَفِيَت الحقيقة، وظَعِينةُ الرجل امرأته، قاله النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ- (٢).

وقال في "العمدة": "الظُّعُنُ" -بضم الظاء، والعين، وبسكون العين أيضًا -: جمع ظَعِينة، وهي النساء، وفي "المحكم": هو جمع ظاعن، وسُمِّيت النساء بها؛ لأنهن يَظْعَنَّ بارتحال أزواجهن، ويُقِمن بإقامتهم، تقول: ظَعَنَ يَظْعُنُ ظَعْنًا، وظُعُونًا: ذهب، وأظعنه هو، والظَّعِينة: الجمل يُظْعَن عليه، والظَّعِينة: الهودج، تكون فيه المرأة، وقيل: هو الهودج كانت فيه امرأة أو لم تكن، وعن ابن السِّكِّيت: كل امرأة ظَعِينة، سواء كانت في هودج أو غيره، وقال ابن سِيدَهْ: الجمع ظعائن، وظُعُنٌ، وأظعان، وظُعُنات، الأخيرتان جمع الجمع، وفي "الجامع": ولا يقال: ظَعُن إلا للإبل التي عليها الهوادج، وقيل: الظُّعُن الجماعة من النساء والرجال، قاله في "العمدة" (٣).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ظَعَنَ ظَعْنًا، من باب نَفَعَ: ارتَحَلَ، والاسم ظَعَنٌ بفتحتين، ويتعدى بالهمزة، وبالحرف، فيقال: أظعنته، وظَعَنْتُ به، والفاعل ظاعن، والمفعول مظعون، والأصل مظعون به، لكن حُذِفت الصلة؛ لكثرة


(١) "القاموس المحيط" ٤/ ١٩٥.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ٤٠.
(٣) "عمدة القاري" ١٠/ ١٨.