الجمرة، ثم رجعنا بها، حتى صلّت الصبح في منزلها، فقلت لها: أي هنتاه، لقد غَلَّسْنا، فقالت: أي بُنَيّ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَذِنَ للظُّعُن. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:[٣١٢٥](١٢٩٢) - (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنِي عَليُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، جَمِيعًا عَن ابْنِ جُرَيْجِ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ شَوَّالٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ بِهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ) بن ميمون، تقدّم قبل بابين.
٢ - (عَطَاءُ) بن أبي رباح أسلم، تقدّم قبل باب.
٣ - (ابْنُ شَوَّالٍ) هو: سالم بن شَوّال -باسم الشهر- المكيّ، مولى أمّ حبيبة -رضي الله عنها-، ثقةٌ [٣].
رَوَى عن مولاته أم حبيبة -رضي الله عنها-، وروى عنه عطاء بن أبي رَبَاح، وعمرو بن دينار.
قال النسائيّ: ثقةٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عيينة: وسالم بن شوال رجل من أهل مكة، لم نسمع أحدًا يحدِّث عنه إلا عمرو بن دينار.
انفرد به المصنّف، والنسائيّ، وليس له عندهما إلا هذا الحديث، وكرّره مرّتين.
٤ - (أُمُّ حَبِيبَةَ) رَمْلة بنت أبي سفيان صخر بن حرب الأمويّة، أمّ المؤمنين، مشهورة بكنيتها، ماتت سنة (٢ أو ٤ أو ٤٩) وقيل: (٥٠)(ع) تقدمت في "المساجد ومواضع الصلاة" ٣/ ١١٨٦.
والباقون ذُكروا في الباب، وشرح الحديث واضحٌ، يُعلم مما سبق.