للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ومنها): أن فيه روايةَ تابعيّ عن تابعيّ.

٥ - (ومنها): أن سالِمًا أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وأبوه أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَن ابْنِ شِهَابٍ) الزهريّ (أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (كَانَ يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ)؛ أي نساءه، وصبيانه من المزدلفة إلى منى؛ خوفَ التأذي بالعجلة والزحام (فَيَقِفُونَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) بفتح الميم والعين، وحكى الجوهريّ كسر الميم، وقيل: إنه لغة أكثر العرب، وقال ابن قرقول: كسر الميم لغة، لا رواية، وقال ابن قتيبة: لم يقرأ بها في الشواذّ، وقيل: بل قُرئ، حكاه الْهُذَليّ، وسُمِّي المشعر؛ لأنه مَعْلَمٌ للعبادة، والحرام؛ لأنه من الحرَمِ، أو لحرمته، قاله في "الفتح" (١).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قد سبق بيان المشعر الحرام، وذكر الخلاف فيه، وأن مذهب الفقهاء أنه اسم لِقُزَحَ خاصّةً، وهو جبل بالمزدلفة، ومذهب المفسرين، ومذهب أهل السِّيَر أنه جميع المزدلفة، وقد جاء في الأحاديث ما يدلّ لكلا المذهبين، وهذا الحديث دليل لمذهب الفقهاء، وقد سبق أن المشهور فتح الميم من المشعر الحرام، وقيل: بكسرها. انتهى (٢).

وقوله: (بِالْمُزْدَلِفَةِ) متعلّق بـ "يَقِفون"، أو بحال من "المشعر الحرام"، وقوله: (بِاللَّيْلِ) متعلّق بـ "يقفون" أيضًا، والباء بمعنى "في" (فَيَذْكُرُونَ اللهَ) فيه مشروعيّة الوقوف عند المشعر الحرام بالدعاء والذكر (مَا بَدَا لَهُمْ) بلا همز: أي ما أرادوا (ثُمَّ يَدْفَعُونَ) أي يُفيضون من المزدلفة إلى منى، ولفظ البخاريّ: "ثم يرجعون"، قال في "الفتح": معناه أنهم يرجعون عن الوقوف إلى الدفع (قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الْإِمَامُ) أي بالمشعر الحرام، و"قبلَ" متعلّق بـ "يدفعون" (وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ) أي وقبل أن يُفيض الإمام من المزدلفة متوجهًا إلى منى (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ) بفتح أوله


(١) "الفتح" ٤/ ٦٢٢.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ٤١.