٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو داود، وابن ماجه.
٣ - (ومنها): أن فيه ثلاثةً من التابعين، روى بعضهم عن بعض: ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن محمد، ورواية الأخيرين من رواية الأقران.
٤ - (ومنها): أن عائشة -رضي الله عنها- حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبنت حبيبه -رضي الله عنهما-، أفقه النساء مطلقًا، وأفضل أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلا خديجة، ففيه خلاف، ومن المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بن عمر بن الخطاب (أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ) بنصب "عبد الله" على المفعولية، وظاهره أن سالمًا كان حاضرًا لذلك، فيكون من روايته، عن عبد الله بن محمد، وقد صرّح بذلك أبو أويس، عن ابن شهاب، لكنه سماه عبد الرحمن بن محمد، فَوَهِم، أخرجه أحمد، وأغرب إبراهيم بن طهمان، فرواه عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أخرجه الدارقطنيّ في "غرائب مالك"، والمحفوظ الأول، وقد رواه معمر، عن ابن شهاب، عن سالم، لكنه اختصره.
وأخرجه مسلم في الرواية التالية من طريق نافع، عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر (١)، عن عائشة، فتابع سالمًا فيه، وزاد في المتن:"ولأنفقت كنز الكعبة"، قال الحافظ: ولم أر هذه الزيادة إلا من هذا الوجه، ومن طريق أخرى، أخرجها أبو عوانة، من طريق القاسم بن محمد، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.
(عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) -رضي الله عنها- (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "ألَمْ تَرَيْ) خطاب للمرأة، وجزمه بحذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة التي رفعها
(١) وقع في السند التالي: عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة، منسوبًا إلى جدّه، وسننبّه عليه هناك -إن شاء الله تعالى-.