للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ) -رضي الله عنهما- (رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) أي: راكبًا خلفه (فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ) قال الحافظ: لم تسمّ (مِنْ خَثْعَمَ) قال القسطلّانيّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون المثلّثة، وفتح العين المهملة، غير مصروف للعلميّة والتأنيث باعتبار القبيلة، لا العلميّة، ووزن الفعل، وهي قبيلة مشهورة؛ أي: من اليمن، وقال السنديّ: غير منصرف للعلميّة ووزن الفعل (١)، أو التأنيث؛ لكونه اسم قبيلة.

وقال القاري: أبو قبيلة من اليمن، سُمّوا به، ويجوز صرفه، ومنعه، وقال الزرقانيّ: قبيلة مشهورة، سميت باسم جدّها، واسمه: أفتل بن أنمار، قال الكلبيّ: إنما سُمِّي خثعم بجمل، يقال له: خثعم، ويقال: إنه لما تحالف ولد أفتل على إخوته نحروا بعيرًا، ثم تخثعموا بدمه؛ أي: تلطّخوا به بلغتهم. انتهى (٢).

(تَسْتَفْتِيهِ) أي: تطلب منه الفتيا.

[تنبيه]: اتفقت الروايات كلها، عن ابن شهاب على أن السائلة، كانت امرأة، وأنها سألت عن أبيها، وخالفه يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان، فاتفقت الرواة عنه على أن السائل رجل، ثم اختلفوا عليه في إسناده ومتنه:

أما إسناده، فقال هشيم عنه: "عن سليمان، عن عبد الله بن عباس". وقال محمد بن سيرين عنه: "عن سليمان، عن الفضل". أخرجهما النسائيّ، وقال ابن عليّة عنه: "عن سليمان، حدّثني أحد ابني العبّاس: إما الفضل، وإما عبد الله"، أخرجه أحمد.

وأما المتن، فقال هشيم: "أن رجلًا سأل، فقال: إن أبي مات"، وقال ابن سيرين: "فجاء رجلٌ، فقال: إن أمي عجوز كبيرة"، وقال ابن عُليّة: "فجاء رجلٌ، فقال: إن أبي وأمي".

وخالف الجميع معمرٌ، عن يحيى بن أبي إسحاق، فقال في روايته: "إن امرأة سألت عن أمّها".


(١) وهكذا في شرح السيوطيّ على النسائيّ، لكن الظاهر أن منعه للعلميّة والتأنيث.
(٢) "شرح الزرقاني على الموطأ" ٢/ ٢٩١.