للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الستّة إلا نحو سبعة أحاديث، راجع: "تحفة الأشراف" (١).

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ) -رضي الله عنه-بفتح السين المهملة، وسكون الراء، وكسر الجيم- (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ) أي: يتحصّن، ويلتجأ إلى الله -عزَّ وجَلَّ- (مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ) وفي الرواية التالية: "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر"، و"الوَعْثاء" -بفتح الواو، وإسكان العين المهملة، وبالثاء المثلثة، وبالمدّ-: هي المشقّة والشدّة.

(وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ) "الكآبة" -بفتح الكاف، وبالمدّ-: هي تغيّر النفس من حُزْن ونحوه، و"الْمُنْقَلب" -بفتح اللام-: المرجع، قاله النوويّ.

وقال في "المرعاة": بفتح الكاف، وهمزة ممدودة، أو ساكنة، كرَأْفة ورآفة، قال في "القاموس": الكَأْبُ والْكَأْبة، والكآبة: الغمّ، وسوء الحال، والانكسار من حزن، و"المنقلب" -بفتح اللام-: مصدرٌ بمعنى الانقلاب، أو اسم مكان، والإضافة ظرفية، قال الخطابيّ: معناه أن ينقلب إلى أهله كئيبًا حزينًا؛ لعدم قضاء حاجته، أو إصابة آفة له، أو يجدهم مرضى، أو مات منهم بعضهم. انتهى (٢).

(وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هكذا هو في معظم النسخ من "صحيح مسلم" "بعد الكون" بالنون، بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون، وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في "صحيح مسلم"، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسيّ وغيره من رواة "صحيح مسلم"، قال: ورواه العذريّ: "بعد الكور" بالراء، قال: والمعروف في رواية عاصم الذي رواه مسلم عنه بالنون، قال القاضي: قال إبراهيم الحربيّ: يقال: إن عاصمًا وَهِمَ فيه، وإن صوابه "الْكَوْرُ" بالراء، قلت: وليس كما قال الحربيّ، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعًا الترمذيّ في "جامعه"، وخلائق من المحدثين، وذكرهما أبو عبيد، وخلائق من أهل اللغة، وغريب الحديث، قال الترمذيّ بعد أن رواه


(١) "تحفة الأشراف" ٤/ ٢٣٩ - ٢٤٢.
(٢) "المرعاة" ٨/ ١٧٠.