قال القاري: فتقديره: ما من يوم أكثر إعتاقًا فيه اللهُ عبدًا من النار من يوم عرفة. انتهى.
وقال السنديّ في "حاشية ابن ماجه": "أكثر" جاء بالنصب على أنه خبر "ما" العاملة على لغة الحجاز، وبالرفع على إبطال عمل "ما" على وجهين، و"أن يُعْتِق" فاعل اسم التفضيل، ويَحْتَمِل على تقدير الرفع أن يجعل "أن يُعتق" مبتدأ خبره "أكثر"، والجملة خبر "ما"، وتجويز فتح "أكثر" على أنه صفة "يوم" محمول على لفظه، إلا أنه جُرّ بالفتحة؛ لكونه غير منصرف، وتجويز رفعه على أنه صفة له حمل له على محله، أو على أنه خبر لما بعده، والجملة صفة، فذاك يُحوج إلى تقدير خبر مثل موجود بلا حاجة إليه. انتهى.
وقال الأبيّ:"ما" نافية، وتدخل على المبتدأ والخبر، وللعرب فيها مذهبان، فالحجازيون يرفعون بها المبتدأ الاسم، وينصبون الخبر، والتميميون يرفعون بها الاسمين.
وقال النوويّ: رَوَينا الحديث بنصب "أكثر" على أن "ما" حجازية، وبرفعه على أنها تميمية، و "من" زائدة، والتقدير:"ما يوم أكثر"، والمجروران بعده مُبَيِّنان، فـ "مِن يوم عرفة"، مُبَيِّنٌ للأكثرية، مما هي؟ و"من أن يعتق" مُبَيِّن للمبيَّن. انتهى (١).
(مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ) بضم أوله، من الإعتاق رباعيًّا (فِيهِ عَبْدًا) زاد في رواية النسائيّ: "أو أمةً"(مِنَ النَّارِ) متعلّق بـ "يُعتق"(مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) متعلّق بـ "أكثر"(وَإِنَّهُ لَيَدْنُو) من الدنوّ، وهو القرب.
قال القرطبيّ: قوله: "وإنه ليدنو" هذا الضمير عائدٌ إلى الله تعالى، والدنوّ دنوّ إفضال وإكرام، لا دنوّ انتقال ومكان؛ إذ يتعالى عنه، ويتقدّس. انتهى.
وقال النوويّ: قال القاضي عياض: قال المازريّ: معنى "يدنو" في هذا الحديث؛ أي: تدنو رحمته وكرامته، لا دنوّ مسافة ومماسّة، قال القاضي: يتأول فيه ما سبق في حديث النزول إلى السماء الدنيا، كما جاء في الحديث الآخر من غيظ الشيطان يوم عرفة؛ لما يرى من تنزّل الرحمة، قال القاضي: