في "الأوسط"(٩/ ٢٩) و"الكبير"(١٠/ ١١٢)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٢/ ١٠١ و ٦/ ٢٤٥ - ٢٤٦)، و (أبو الشيخ) في "أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -"(ص ١٤٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٧/ ٥٩ و ٨/ ٢٠٥) و"المعرفة"(٤/ ١٦٩ و ٧/ ١٣٧)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٢٠٠٦)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): أنه قد اشتهر أن هذا الحديث تفرّد به الزهريّ، عن أنس - رضي الله عنه -، لكن قال الحافظ -رحمه الله-: وقد وقع لي من رواية يزيد الرَّقَاشي، عن أنس، في "فوائد أبي الحسن الفرّاء الموصليّ"، وفي الإسناد إلى يزيد مع ضعفه ضعف. انتهى.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: لكن مثل هذه المتابعة لا تُخرجه عن الغرابة؛ إذ يزيد الرقاشيّ لا يُعتبر به؛ لشدة ضعفه، ولاسيما مع ضعف الإسناد إليه، فتبصّر، والله تعالى أعلم.
ثم قيل: إن مالكًا تفرّد به عن الزهريّ، وممن جزم بذلك ابن الصلاح في "علوم الحديث" له في الكلام على الشاذّ.
وتعقّبه الحافظ العراقيّ بأنه ورد من طريق ابن أخي الزهريّ، وأبي أوشى، ومعمر، والأوزاعيّ، وقال: إن رواية ابن أخي الزهريّ عند أبي بكر البزّار في "مسنده"، ورواية أبي أُويس عند ابن سعد في "الطبقات"، وابن عديّ في "الكامل"، وإن رواية معمر ذكرها ابن عديّ في "الكامل"، وإن رواية الأوزاعيّ ذكرها المزيّ في "الأطراف"، ولم يذكر العراقيّ من أخرج روايتهما.
قال الحافظ: وقد وجدت رواية معمر في "فوائد ابن المقري"، ورواية الأوزاعيّ في "فوائد تمّام".
ثم نقل الحافظ العراقيّ عن ابن مسدي في "معجم شيوخه" أن أبا بكر بن العربيّ قال لأبي جعفر ابن المرخي -حين ذكر له أنه لا يُعرف إلا من حديث مالك، عن الزهريّ- قال: قد رويته من ثلاثة عشر طريقًا، غير طريق مالك، فقالوا له: أفدنا هذه الفوائد، فوعدهم، ولم يُخرج لهم شيئًا.
ثم تعقّب ابن مسدي هذه الحكاية بأن شيخه فيها، وهو أبو العباس العشاب كان متعصبًا على ابن العربيّ؛ لكونه كان متعصّبًا على ابن حزم، فالله