للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فُديك، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يُحَنّس، ورواه البخاريّ في "تاريخه" عن أبي يعلى محمد بن الصلت، عن ابن أبي فديك، عن محمد بن عبد الرحمن بن يُحَنّس، أورده في ترجمة محمد، وقال: لا يُتابع على حديثه.

٨ - (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ) واسمه دينار، تقدّم قبل باب.

٩ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه-، تقدّم في الباب الماضي.

شرح الحديث:

(عَنْ) عبد الملك بن عبد العزيز (بْنِ جُرَيْجٍ) أنه قال: (أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا صوابه: أخبرني عبد اللَّه -بفتح العين- مكبَّرًا، وهكذا هو في جميع نسخ بلادنا، ومعظم نسخ المغاربة، ووقع في بعضها: عبيد اللَّه -بضم العين- مصغرًا، وهو غلط، قال: و"يُحَنّس" بكسر النون وفتحها سبق قريبًا. انتهى. (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ) -بالظاء المعجمة- منسوب إلى القَرَظ الذي يُدبَغ به، قال ابن أبي حاتم: لأنه كان يبيعه، واسم أبي عبد اللَّه القرّاظ هذا دينار، وقد سمّاه في الرواية التي بعد هذه، في حديثه عن سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه- (أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه- (أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ، يَعْنِي الْمَدِينَةَ، أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ") قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قيل: يَحْتَمِل أن المراد: مَن أرادها غازيًا مُغِيرًا عليها، ويَحْتَمِل غير ذلك، وقد سبق بيان هذا الحديث قريبًا في الأبواب السابقة. انتهى.

وتقدّم لمسلم من طريق عامر بن سعد، عن أبيه، في أثناء حديث: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء، إلا أذابه اللَّه في النار ذَوْب الرَّصاص، أو ذوب الملح في الماء"، قال عياض: هذه الزيادة تدفع إشكال الأحاديث الأُخَر، وتوضح أن هذا حكمه في الآخرة.

ويَحْتَمِل أن يكون المراد: من أرادها في حياة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بسوء اضمَحَلّ أمره، كما يضمحل الرصاص في النار، فيكون في اللفظ تقديم وتأخير، ويؤيده قوله: "أو ذوب الملح في الماء".

ويَحْتَمل أن يكون المراد: لمن أرادها في الدنيا بسوء، وأنه لا يُمْهَل، بل