المكان الغربي، ومسجد المكان الأقصى، ونحو ذلك، وسُمِّي الأقصى؛ لبعده عن المسجد الحرام في المسافة، وقيل: في الزمان، وفيه نظر؛ لأنه ثبت في "الصحيح" أن بينهما أربعين سنةً، وقال الزمخشريّ: سُمِّي الأقصى؛ لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد، وقيل: لبعده عن الأقذار والخبث، وقيل: هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة؛ لأنه بعيد من مكة، وبيت المقدس أبعد منه.
[فائدة]: لبيت المقدس عدّة أسماء تقرُب من العشرين، منها:"إيلياء" بالمدّ، والقصر، وبحذف الياء الأولى، وعن ابن عباس إدخال الألف واللام على هذا الثالث، و"بيت المقدس"، بسكون القاف، وبفتحها مع التشديد، و"القُدْس"، بغير ميم مع ضم القاف، وسكون الدال، وبضمها أيضًا، و"شَلَّم" بالمعجمة، وتشديد اللام، وبالمهملة، و"شَلام" بمعجمة، و"سَلِم"، بفتح المهملة، وكسر اللام الخفيفة، و"أَوْرِي سَلِم" بسكون الواو، وبكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة قال الأعشى [من المتقارب]:
ومن أسمائه:"كورة"، و"بيت إيل"، و"صهيون"، و"مصروث" آخره مثلثة، و"كورشيلا"، و "بابوس" بموحدتين ومعجمة، وقد تتبع أكثر هذه الأسماء الحسين بن خالويه اللغويّ في كتاب "ليس"، ذكره في "الفتح"(١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٩٢/ ٣٣٨٥ و ٣٣٨٦ و ٣٣٨٧](١٣٩٧)، و (البخاريّ) في "فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة"(١١٨٩)، و (أبو داود) في "المناسك"(٢٠٣٣)، و (النسائيّ) في "المساجد"(٢/ ٣٧) و"الكبرى"(١/ ٢٥٨)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة"(١٤٠٩)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"