للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والبصرة (عَنْ أَبِيهِ) سَبْرَةَ - رضي الله عنه - (أَنَّهُ قَالَ: أَذِنَ) بكسر الذال المعجمة، من باب عَلِمَ (رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُتْعَةِ) أي: بالاستمتاع بالنساء إلى أجل مسمّى، بدفع مقدار من المال.

وفي الرواية الآتية من طريق عُمارة بن غزيّة، عن الربيع بن سَبْرة: "أن أباه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحَ مكّة، قال: فأقمنا بها خمس عشرة - ثلاثين بين ليلة ويوم -. . .".

(فَانْطَلَقْتُ أَنَا، وَرَجُلٌ) وفي الرواية المذكورة: "فخرجت أنا ورجلٌ من قومي، ولي عليه فضلٌ في الجمال، وهو قريبٌ من الدَّمَامة، مع كلّ واحد منّا بُرْدٌ، فبُردي خَلَقٌ، وأما بُرْد ابن عمّي، فبُرْدٌ جديدٌ غَضٌّ. . ." (إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ) الظاهر أنه أراد عامر بن لؤيّ بن غالب بن فهر، وقد ذكر ابن الأثير - رحمه الله - في "اللباب" بهذا الاسم عدّة قبائل، فراجعه (١)، ثم وجدت أبا نعيم نصّ في "مسنده" في رواية وُهيب الآتية بأنه عامر بن صعصعة، وكذا هو في "مسند أحمد"، فزال الإشكال، والحمد لله. (كَأَنَّهَا بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ) أما "الْبَكْرة" فهي الْفَتِيّة من الإبل؛ أي: الشابّة القويّة، وأما "الْعَيطاء" فبفتح العين المهملة، وإسكان الياء المثناة تحتُ، وبطاء مهملة، وبالمدّ، وهي الطويلة العنُق في اعتدال، وحُسْن قَوَام والَعَيط بفتح العين، والياء: طول العنق، قاله النوويّ - رحمه الله - (٢).

(فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا)؛ أي: تقدّم كلٌّ منا إليها بطلب الاستمتاع بها (فَقَالَتْ: مَا تُعْطِينِي؟) "ما" استفهاميّة: أي أيّ شيءٍ تدفع إليّ أجرة لاستمتاعك بي؟ وفي الرواية التالية: "قالت: وماذا تبذُلان؟ فنشر كلّ واحد منا بُرْده. . ." (فَقُلْتُ: رِدَائِي) منصوب بفعل محذوف مع المفعول الثاني؛ لدلالة السؤال عليه؛ أي: أُعطيك ردائي (وَقَالَ صَاحِبِي: رِدَائِي، وَكَانَ رِدَاءُ صَاحِبِي أَجْوَدَ مِنْ رِدَائِي، وَكُنْتُ أَشَبَّ مِنْهُ) وفي الرواية التالية: "ولي عليه فضلٌ في الجمال، وهو قريبٌ من الدّمامة" وهو بفتح الدال المهملة: وهي القبح في الصورة (فَإِذَا


(١) "اللباب في تهذيب الأنساب" ٢/ ٩٢ - ٩٣.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ١٨٤ - ١٨٥.