للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَظَرَتْ إِلَى رِدَاءِ صَاحِبِي أَعْجَبَهَا) أي: لكونه جديدًا (وَإِذَا نَظَرَتْ إِلَيَّ أَعْجَبْتُهَا) أي: لكونه أجمل، وفي الرواية التالية: "فجعلت تنظر إلى الرجلين، ويراها صاحبي تنظر إلى عِطْفها، فقال: إن بُرد هذا خَلَقٌ، وبردي جديدٌ غَضٌّ. . ."، وفي رواية: "قال: إن بُرد هذا خَلَقٌ مَحٌّ" (ثُمَّ قَالَتْ: أَنْتَ، وَرِدَاؤُك، يَكْفِينِي) هكذا نُسخ "صحيح مسلم" بلفظ: "يكفيني" بالياء التحتانيّة، وكذا هو في "سنن النسائيّ"، وهو صحيح، ووجهه: أن يكون "أنت" مبتدءًا، حُذف خبره، لدلالة ما بعده عليه؛ أي: أنت تكفيني، و"رداؤك" مبتدأٌ خبره جملة "يكفيني".

وقع في بعض نسخ النسائيّ بلفظ: "تكفيني" بالتاء الفوقانيّة، فتكون الجملة خبرًا لـ "أنت"، و"رداؤك" مبتدأ خبره محذوف؛ أي: "يكفيني"، والجملة معترضة، بين المبتدإِ والخبر.

وفي الرواية التالية: "فتقول: بُرد هذا لا بأس به، ثلاث مرار، أو مرّتين"، وفي رواية عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، عن أبيه الآتية: "فآمرت نفسها ساعةً، ثم اختارتني على صاحبي. . ." (فَمَكَثْتُ مَعَهَا ثَلَاثًا) أي: ثلاث ليال (ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ) بإفراد "التي قال النوويّ: هكذا هو في جميع النسخ: "التي يتمتّع أي: يتمتّع بها، فحُذف "بها" لدلالة الكلام عليه، أو أوقع "يتمتّع" موقع "يُباشر أي: يباشرها، وحُذف المفعول. انتهى. (فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهَا") أي: يتركها، ويفارقها؛ لكونها مُحرّمة، وفي رواية عبد العزيز بن عمر، حدثني الربيع بن سبرة الجهني؛ أن أباه حدثه؛ أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا أيها الناس، إني قد كنت أذنت لكم، في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك، إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء، فليُخَلِّ سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سَبْرَة بن مَعْبد الْجُهنيّ - رضي الله عنه - من أفراد المصنّف - رحمه الله -.