للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهاجرت، وتوفيت في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبرها، واستغفر لها (١).

وقولها: (وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ) جملة حاليّة من "فأتتني"، و"الأرجوحة" بضم الهمزة، هي خشبة يَلعَب عليها الصبيان، والجواري الصغار، يكون وسطها على مكان مرتفع، ويجلسون على طرفيها، ويحركونها، فيرتفع جانب منها، وينزل جانب (٢).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: "الأُرجوحة" خشبة يَرْكَبُ على طرفيها صغيران، فيترجح أحدهما على الآخر تارة، والآخر أخرى، وبقال: الأرجوحة: حبل يُعَلَّق، فيركبه الصبيان، يلعبون عليه، قاله شيخنا المنذريّ الشافعيّ. انتهى.

وقولها: (وَمَعِي صَوَاحِبِي) جملة حاليّة أيضًا، و"الصواحب" جمع صاحبة (فَصَرَخَتْ بِي) أي صاحت صياحًا مُزعِجًا، ونادتني (فَأَتَيْتُهَا، وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي) "ما" الأولى نافيةٌ، والثانية موصولة، أي: لم أعرف الذي تريد مني بندائها (فَأَخَذَتْ بِيَدِي، فَأَوْقَفَتْنِى) بقطع الهمزة، أي جعلتني واقفًا (عَلَى الْبَابِ) أي على باب البيت الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بيت أبي بكر - رضي الله عنه -، كما بيّنته رواية أحمد الآتية، وقولها: (فَقُلْتُ: هَهْ هَهْ) بالتكرار، وهي كلمة يقولها المبهور (٣) حتى يتراجع إلى حال سكونه، وهي بفتح الهاء الأولى، وإسكان الهاء الثانية، وهي هاء السكت.

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قولها: "هه، هه" هي حكاية عن صوت المنْبَهِر؛ الذي ضاق نَفَسه، وذلك أنَّها كانت تتأرجح، ثم إنها صِيح بها صياحًا مزعجًا، فأتت مسرعة، فضاق نفسها لذلك، وانبهرت، ولذلك قالت: (حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي) وهو بفتح الفاء، وقد أخطأ من سكَّنها (فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا، فَإِذَا) هي الفُجائيّة، أي ففاجأني (نِسْوَةٌ) بكسر النون أفصح من ضمّها، وهي والنساء اسمان لجماعة إناث الأَناسيّ، الواحدة امرأة من غير لفظ الجمع، قاله الفيّوميّ (٤). (مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ) قال القرطبيّ - رحمه الله -:


(١) "المفهم" ٤/ ١٢١.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ٢٠٧.
(٣) أي المغلوب، أي الذي غلبه نفسه.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠٤.