للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لك وفي رواية فضيل بن سليمان: "فجاءته امرأة تَعْرِضُ نفسها عليه"، وفي كلّ هذه الروايات حذف مضاف، تقديره: أمرَ نفسي، أو نحوه، وإلا فالحقيقة غير مرادة؛ لأن رقبة الحرّ لا تملك، فكأنها قالت: أتزوّجك من غير عوض.

زاد في رواية البخاريّ والنسائيّ: "فَرَ فيها رَأْيَك"، قال في "الفتح": كذا للأكثر براء واحدة، مفتوحة، بعدَ فاءِ التعقيب، وهي فعل أمر من الرأي، ولبعضهم بهمزة ساكنة، بعد الراء، وكلّ صواب، ووقع بإثبات الهمزة في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أيضًا. انتهى.

(فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية البخاريّ: "فقالت: يا رسول الله، إنها قد وهبت نفسها له، فَرَ فيها رأيك، فلم يجبها شيئًا، ثم قامت، فقالت: يا رسول الله، إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رأيك، فلم يجبها شيئًا، ثم قامت الثالثة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رأيك. . .".

(فَصَعَّدَ النَّظَرَ فِيهَا، وَصَوَّبَهُ) هو بتشديد العين من صعّد، والواو من صوّب، والمراد أنه نظر أعلاها وأسفلها، والتشديد للمبالغة في التأمّل، وإما للتكرير، وبالثاني جزم القرطبيّ في "المفهم قال: أي نظر أعلاها وأسفلها مرارًا، ووقع في رواية فضيل بن سليمان: "فخفّض فيها البصر، ورفّعه"، وهما بالتشديد أيضًا.

(ثُمَّ) بعد أن صعّد نظره، وصوّبه، فلم تُعجبه (طَأْطَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ) أي خفضه؛ لعدم ما يدعو للنظر إليها (فَلَمَّا رَأَت الْمَرْأَةُ) أي بعد أن تكرّر طلبها، كما تقدّم من رواية البخاريّ حيث قامت وجلست ثلاث مرّات، وفي رواية معمر، والثوريّ معًا عند الطبرانيّ: "فصمت، ثم عرضت نفسها عليه، فصمت، فلقد رأيتها قائمة مليًّا، تَعْرِض نفسها عليه، وهو صامت وفي رواية مالك: "فقامت طويلًا"، ومثله للثوريّ عنه، وفي رواية مبشّر: "فقامت حتى رثينا لها من طول القيام ووقع في رواية حماد بن زيد: "أنها وهبت نفسها لله ولرسوله، فقال: ما لي في النساء حاجة".

ويُجمع بينها وبين ما تقدّم أنه قال ذلك في آخر الحال، فكأنه صمت أولًا لتفهم أنه لم يُرِدْها، فلما أعادت الطلب أفصح لها بالواقع.

ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائيّ: "جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،