وقال في "العمدة": هذه رواية عن المجهول؛ إذ لم يُعَيّن هذا البعض من هو؟ ثم ما ذكره الحافظ من الاحتمالات، ثم تعقّبه بقوله: قلت: يَحتمل أن يكون غيرهما، فعلى كل حال لا يخرج عن الجهالة، والحاصل أن عبد العزيز قال: سمعت من أنس: "قالوا: جاء محمد" فقط، وقال بعض أصحابه:"قالوا: محمد، والخميس".
(مُحَمَّدٌ)؛ أي: جاء محمد، أو هذا محمد (وَالْخَمِيسُ) بالرفع عطفًا على محمد، ويَحْتَمل النصب - إن صحّت به الرواية - على أنه مفعول معه، كما قال في "الخلاصة":
زاد في رواية البخاريّ:"يعني الجيش"، قال في "الفتح": قوله: "يعني الجيش" تفسير من عبد العزيز، أو ممن دونه، وأدرجها عبد الوارث في روايته أيضًا، وسُمّي خميسًا؛ لأنه خمسة أقسام: مقدمة، وساقة، وقلب، وجناحان، وقيل: من تخميس الغنيمة، وتعقبه الأزهريّ بأن التخميس إنما ثبت بالشرع، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الجيش خميسًا، فبان أن القول الأول أولى. انتهى.
وقال في "العمدة": قوله: "والخميس" بفتح الخاء، وسمّي الجيش خميسًا؛ لأنه خمسة أقسام: مقدمة، وساقة، وقلب، وجناحان، ويقال: ميمنة، وميسرة، وقلب، وجناحان، وقال ابن سيده: لأنه يُخَمّس ما وجده، وقال الأزهريّ: الخُمس إنما ثبت بالشرع، وكانت الجاهلية يسمّونه بذلك، ولم يكونوا يعرفون الخمس، ثم ارتفاع الخميس بكونه عطفًا على محمد، ويجوز أن تكون الواو فيه بمعنى "مع"، على معنى: جاء محمد مع الجيش. انتهى (١).
وقال في "اللسان": و"الخميس": الجيش. وقيل: الجيش الْجَرّار. وقيل: الجيشُ الْخَشِنُ. وقال في "المحكم": الجيش يَخْمِسُ ما وجَدَه، وسمّي بذلك؛ لأنهم خمسُ فِرَق: المقدّمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساقة، ألا ترى إلى قول الشاعر: