للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العينيّ - رحمه الله -: على هذا أصل ساحة سَوَحة، قُلبت الواو ألفًا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها، وأصل الساحة: الفضاء بين المنازل، ويُطلق على الناحية، والجهة، والبناء. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ: ساحة الدار: الموضع المتّسع أمامها، والجمع ساحات، وسَاحٌ، مثلُ ساعة وساعات، وساعٍ. انتهى.

(فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ")؛ أي: بئس صباح الذين أُنذروا بالعذاب، والمخصوص بالذمّ محذوف؛ أي: صباحهم، وخصّ الصباح بالذِّكر؛ لأن العذاب كان يأتيهم فيه (٢). (قَالَهَا)؛ أي: قال - صلى الله عليه وسلم -هذه الجملة (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) تأكيدًا للوقوع (قَالَ) أنس (وَقَدْ خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ) قال الكرمانيّ: أي: مواضع أعمالهم، وقال العينيّ: بل معناه: خرج القوم لأعمالهم التي كانوا يعملونها، وكلمة "إلى" تأتي بمعنى اللام (٣).

(فَقَالُوا)؛ أي: القوم الذين خرجوا إلى أعمالهم لمّا رأوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه (مُحَمَّدٌ وَاللهِ)؛ أي: جاء محمد، فارتفاعه على أنه فاعل لفعل محذوف، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا محمد (قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ) بن صُهيب الراوي عن أنس - رضي الله عنه -، وقوله: (وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا) هذا يدلّ على أنه لم يسمع من أنس هذه اللفظة، بل سمع منه: "فقالوا: محمد وسمع من بعض أصحابه عنه: "والخميس"، ووقع في رواية أبي عوانة، والجوزقيّ: "فقالوا: محمد والخميس" من غير تفصيل، فدلت هذه الرواية على أن في رواية عبد الوارث إدراجًا، وكذا وقع لحماد بن زيد عن عبد العزيز، وثابت، عند البخاريّ في آخر "صلاة الخوف".

قال الحافظ: وبعض أصحاب عبد العزيز يَحْتَمِل أن يكون محمد بن سيرين، فقد أخرجه البخاريّ من طريقه، أو ثابتًا البنانيّ، فقد أخرجه مسلم من طريقه. انتهى (٤).


(١) "عمدة القاري" ٤/ ٨٥.
(٢) "فتح القدير" للشوكانيّ - رحمه الله - ٦/ ٢٢٤.
(٣) "عمدة القاري" ٤/ ٨٥.
(٤) "الفتح" ٢/ ٨٧.