للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا تركه، حُذفت واوه حملًا على المضارع، وحُذفت أيضًا همزة الوصل؛ لعدم الحاجة إليها، حيث تحرّك ما بعدها، كما هو مشهور في كتب الصرف (ثُمَّ قَالَ: "اذْهَبْ، فَادْعُ لِي فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا، وَمَنْ لَقِيتَ") بفتح اللام، وكسر القاف، أي: وَادْعُ أيضًا من لقيت من الصحابة - رضي الله عنهم -، وفي رواية معمر: "اذهب فادع لي من لقيتَ من المسلمين" (وَسَمَّى رِجَالًا) أي سمّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالًا معيّنين بأسمائهم، فأجملهم أنس، إما اختصارًا، أو نسيانًا (قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (فَدَعَوْتُ مَنْ سَمَّى، وَمَنْ لَقِيتُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ - القائل هو الجعد أبو عثمان - عَدَدَ كَمْ كَانُوا؟) بنصب "عَدَد" على الخبريّة لـ "كان" مقدّمًا وجوبًا؛ لإضافته إلى الاستفهام، وقيل: لفظ "عدد" مقحم (قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةٍ) قال النوويّ: "الزُّهَاءُ" بضمّ الزاي، وفتع الهاء، وبالمدّ: أي قدر ثلاثمائة، وقال الفيّومي: زُهاءٌ في العدد، وزانُ غُرَاب، يقال: هم زُهاء ألف: أي قدر ألف، وزُهاءُ مائة: أي قدرها، قال الشاعر [من الرجز]:

كَأَنَّمَا زُهاؤُهُمْ لِمَنْ جَهَرْ

ويقال: كم زُهاؤهم: أي كم قدرهم، قاله الأزهريّ، والجوهريّ، وابنُ وَلَّاد، وجماعةٌ، وقال الفارابيّ أيضًا: هم زُهاء مائة بالضمّ والكسر، فقول الناس: هو زُهاءٌ على مائة ليس بعربيّ. انتهى (١).

(وَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَنَسُ هَاتِ التَّوْرَ") بكسر التاء من "هاتِ"، كُسرت للأمر، كما تُكسر الطاء من أعط، قاله النوويّ، وهو: أمر من هَاتَى، كأعطى وزنًا ومعنىً، يقال: هاتِ يا رجلُ: أي أعط، والمهاتاةُ: مفاعلة منه، وما أُهاتيك: أي ما أنا بمعطيك، أفاده في "القاموس" (٢). (قَالَ) أنس (فَدَخَلُوا، حَتَّى امْتَلَأَت الصُّفَّةُ) بضمّ الصاد، وتشديد الفاء: جمعه صُفَفٌ، مثلُ غُرْفة وغُرَفٍ، قال في "اللسان": "الصُّفّة" من البنيان: شِبْهُ الْبَهْوِ (٣) الواسع الطويل السَّمْك، قال: وأهل الصُّفَّة هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منهم


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٥٨.
(٢) "القاموس المحيط" ٤/ ٤٠٢.
(٣) في "القاموس" ٤/ ٣٠٦: الْبَهْوُ: البيت المقدَّم أمام البيوت، وكِنَاسٌ واسعٌ للثور، جمعه: أبهاءٌ، وبُهُوٌّ، وبُهِيٌّ. انتهى.