للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مُظَلَّل في مسجد المدينة يسكنونه. انتهى (١).

وقال القرطبيّ: "الصُّفَةُ": السقيفة. انتهى (٢).

(وَالْحُجْرَةُ) - بضمّ الحاء المهملة، وسكون الجيم -: البيت، جمعه حُجَرٌ، وحُجُرات، مثل غُرْفة وغُرَف، وغرفات في وجوهها (٣)، وفي "القاموس": الْحُجْرة: الْغُرْفة، جمعها حُجَرٌ، كصُرَد (٤).

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَتَحَلَّقْ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ) أي لِيَصِرْ كلّ عشرة منكم حلقة (وَلْيَأْكُلْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِمَّا يَلِيهِ") وهذا من آداب الأكل (قَالَ) أنس (فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: فَخَرَجَتْ طَائِفَةٌ، وَدَخَلَتْ طَائِفَةٌ) أي لِتَحُلّ مكان الطائفة التي خرجت (حَتَّى أَكَلُوا كُلُّهُمْ) وفي رواية معمر التالية: "فجعلوا يدخلون عليه، فيأكلون، ويخرجون، ووضع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يده على الطعام، فدعا فيه، وقال فيه ما شاء الله أن يقول، ولم أَدَعْ أحدًا لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا. . ." (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (لِي: "يَا أَنَسُ ارْفَعْ") أي ارفع التور الذي فيه الطعام؛ لانتهاء الحاجة إليه، بفراغ جميع من حضر من الأكل منه (قَالَ) أنس (فَرَفَعْتُ، فَمَا أَدْرِي حِينَ وَضَعْتُ كَانَ أَكْثَرَ، أَمْ حِينَ رَفَعْتُ؟) فيه معجزة ظاهرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتكثير الطعام (قَالَ: وَجَلَسَ طَوَائِفُ مِنْهُمْ) أي من الناس الذين دُعُوا، فأكلوا من ذلك الطعام.

قال القرطبيّ - رحمه الله -: وقوله: "وجلس طوائف منهم يتحدَّثون. . ." إلى آخر ما ذكر في الرواية التي قبل هذه، هذا يدلُّ على أن القصَّة في الروايتين واحدة، غير أنَّه ذكر في الأولى: أنَّه أولم بشاة، وأنَّه أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى شبعوا، ولم يذكر فيها آيته في تكثير الطعام، وذكر في هذه الرِّواية: أنه أشبعهم من الْحَيْس الذي بعثت به أم سُلَيْم في التور، وفيه كانت الآية.

فقال القاضي عياض: هو وَهْمٌ من بعض الرُّواة، وتركيب قصة على أخرى.


(١) راجع: "لسان العرب" ٩/ ١٩٥.
(٢) "المفهم" ٤/ ١٥٠.
(٣) "المصباح" ١/ ١٢٢.
(٤) راجع: "القاموس" ٢/ ٥.