للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الخامسة): قال الإمام البخاري - رحمه الله - في "صحيحه": بَابُ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ}.

(٤٥٢٦) - حَدّثنا إسحاق، أخبرنا النضر بن شُميل، أخبرنا ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يومًا، فقرأ "سورة البقرة" حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى.

وعن عبد الصمد (١): حدّثني أبي، حدّثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: يأتيها في. . .، رواه محمد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. انتهى.

قال في "الفتح": قوله: "فأخذت عليه يومًا" أي أمسكت المصحف، وهو يقرأ عن ظهر قلب، وجاء ذلك صريحًا في رواية عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: قال لي ابن عمر: أمسك عليّ المصحف يا نافع، فقرأ، أخرجه الدارقطنيّ في "غرائب مالك".

وقوله: "حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى"، هكذا أورده مُبْهَمًا لمكان الآية، والتفسير، وسأذكر ما فيه بعدُ.

وقوله: "يأتيها في. . ." هكذا وقع في جميع النسخ لم يذكر ما بعد الظرف، وهو المجرور، ووقع في "الجمع بين الصحيحين" للحميديّ: "يأتيها في الفرج"، وهو من عنده بحسب ما فهمه، قال الحافظ: ثم وقفت على سلفه فيه، وهو الْبَرْقانيّ، فرأيت في نسخة الصغانيّ: زاد الْبَرْقانيّ: يعني الفرج، وليس مطابقًا لما في نفس الرواية، عن ابن عمر؛ لما سأذكره، وقد قال أبو بكر ابن العربيّ في "سراج المريدين": أورد البخاريّ هذا الحديث في "التفسير"، فقال: "يأتيها في. . ."، وترك بياضًا، والمسألة مشهورةٌ، صَنَّفَ فيها محمد بن سحنون جزءًا، وصَنَّف فيها محمد بن شعبان كتابًا، وبَيَّنَ أن حديث ابن عمر في إتيان المرأة في دبرها.


(١) قوله: "وعن عبد الصمد" معطوف على قوله: "أخبرنا النضر بن شميل".