للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأيضًا فإظهار مثل هذه مَجَانةٌ، ووَقَاحةٌ، واتّباعُ مثل هذه الدواعي يُعِدّ النفسَ لتسبح الألوان الظلمانية فيها. انتهى (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

[تنبيه]: من الغريب إخراج المصنّف - رحمه الله - حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - هذا في هذا الباب، مع أنه تفرّد به عمر بن حمزة، وهو ضعيف، كما سبق في ترجمته، ولم أجد حلًّا لهذه المشكلة، فليُتأمّل.

وقد ورد في الباب ما أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (٦/ ٤٥٦) عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والرجال والنساء قُعُود عنده، فقال: "لعل رجلًا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تُخبر بما فعلت مع زوجها؟ " فأَرَمَّ القوم، فقلت: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن، قال: "فلا تفعلوا، فإنما مَثَلُ ذلك مَثَلُ شيطان لقي شيطانة، فغشيها، والناس ينظرون".

وفي إسناده شهر بن حوشب، تكلّم فيه بعضهم، والصحيح أنه حسن الحديث (٢).

وعن سعيد، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا يخشى أحدكم أن يخلو بأهله، يُغلق بابًا، ثم يُرخي سترًا، ثم يقضي حاجته، ثم إذا خرج حدّث أصحابه بذلك؟ ألا تخشى إحداكنّ، أن تُغلق بابها، وترخي سترها، فإذا قضت حاجتها، حَدّثت صواحبها؟ "، فقالت امرأةٌ سفعاء الخدين: والله يا رسول الله


(١) "حجة الله البالغة" ١/ ٧٠٧.
(٢) قال الهيثميّ في "مجمع الزوائد" ٤/ ٢٩٤: وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسنٌ، وفيه ضعف، وحسّن هذا الحديث الشيخ الألبانيّ - رحمه الله -.
قال الجامع عفا الله عنه: تقدّم في "شرح المقدّمة" أن الصحيح أن شهرًا حسن الحديث، وأن من ضعّفه ليس لديه حجة مقنعة، فراجعه هناك.