للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والجارية سَبيّةٌ، ومسبيّةٌ، وجمعها سَبَايَا، مثلُ عطيّة وعَطَايَا، وقوم سَبْيٌ، وصفٌ بالمصدر، قال الأصمعيّ: لا يقال للقوم إلا كذلك. انتهى (١).

(كَرَائِمَ الْعَرَبِ) جميع كريمة، أي النفيسات منهم، وقال القرطبيّ: أي كبراءهم، وخيارهم، قال: وبنو المصطلق وثنيّون بلا شكّ. انتهى (٢). (فَطَالَتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ) أي لتعذّر النكاح عليهم بتعذّر أسبابه، لا لطول إقامتهم في تلك الغزوة، فإن غيبتهم فيها عن المدينة لم تكن طويلة، قاله القرطبيّ - رحمه الله - (٣).

و"الْعُزْبَة": بضمّ، فسكون: أي البعد عن الأهل، يقال: عَزَبَ الرجل يَعْزُبُ، من باب قتل عُزْبةً، وزانُ غُرْفة، وعُزُوبةً: إن لم يكن له أهل، فهو عَزَبٌ بفتحتين، وامرأةٌ عَزَبٌ أيضًا كذلك، قال الشاعر [من الرجز]:

يَا مَنْ يَدُلُّ عَزَبًا عَلَى عَزَبْ … عَلَى ابْنَةِ الْحُمَارِسِ (٤) الشَّيخِ الأَزِبْ (٥)

وجمع الرجل عُزّابٌ، باعتبار بنائه الأصليّ، وهو عازبٌ، مثلُ كافر وكُفّار، قال أبو حاتم: ولا يقال: رجلٌ أعزب، قال الأزهريّ: وأجازه غيره، وقياس قول الأزهريّ أن يقال: امرأة عَزْباءُ، مثلُ أحمر وحمراء. انتهى (٦).

(وَرَغِبْنَا فِي الْفِدَاءِ) أي في أخذ المال عوضًا عنهنّ، يقال: فدى أسيره: إذا دفع فيه مالًا، وأخذه، وفاداه: إذا دفع فيه رجلًا، على ما حكاه أبو عمر (٧).

قال النوويّ - رحمه الله -: معناه: احتجنا إلى الوطء، وخِفْنا من الْحَبَل، فتصير أمَّ ولد، يمتنع علينا بيعُها، وأخذُ الفداء فيها، فيُستنبط منه منع بيع أم الولد، وأن هذا كان مشهورًا عندهم. انتهى.

(فَاَرَدْنَا أَنْ نَسْتَمْتِعَ) أي نُجامع المسبيّات (وَنَعْزِلَ) أي نُنزل المنيّ خارج فرجها؛ لئلا تَحمل، وقال القرطبيّ - رحمه الله -: "الْعَزل": هو أن يُنحّي الرجل ماءه


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٦٥.
(٢) "المفهم" ٤/ ١٦٤.
(٣) "المفهم" ٤/ ١٦٤.
(٤) "الْحُمَارسُ بالضمّ: الشديد، والأسدُ، والجريء الْمِقْدام.
(٥) "الأزبُ": الكريه الذي لا يُدْنَى من حُرْمَته.
(٦) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٧.
(٧) "المفهم" ٤/ ١٦٤.