عَائِشَةُ) - رضي الله عنها -، قال في "الفتح": فيه التفات، وكان السياق يقتضي أن تقول: قلت. انتهى. (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذا رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُرَاهُ) بضمّ الهمزة: أي أظنّه (فُلَانًا"، لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ) اللام هنا بمعنى "عن"، نحو قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}[الأحقاف: ١١]، وبه يقول ابن الحاجب، وقال ابن مالك، وغيره: هي لام التعليل، وقيل: لام التبليغ، قال ابن هشام: وحيث دخلت اللام على غير المقول له، فالتأويل على بعض ما ذكرناه، نحو:{قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} الآية [الأعراف: ٣٨]، وقول الشاعر [من الكامل]:
(فَقَالَتْ عَائِشَةُ) - رضي الله عنها - (يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا) قال الحافظ - رحمه الله -: لم أقف على اسمه، ووَهِمَ من فسّره بأفلح أخي أبي القعيس؛ لأن أبا القُعيس أبو عائشة من الرضاعة، وأما أفلح فهو أخوه، وهو عمها من الرضاعة، كما سيأتي أنه عاش حتى جاء يستأذن على عائشة، فأمرها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن تأذن له بعد أن امتنعت، وقولها:"لو كان حيًّا" يدلّ على أنه كان مات، فيَحْتَمِل أن يكون أخًا لهما آخر، ويَحْتَمِل أن تكون ظنت أنه مات لبُعد عهدها به، ثم قَدِم بعد ذلك، فاستأذن.
وقال ابن التين: سُئل الشيخ أبو الحسن عن قول عائشة - رضي الله عنها -: "لو كان فلانٌ حيًّا" أين هو من الحديث الآخر الذي فيه: "فأبَيْتُ أن آذن له"، فالأول ذكرت أنه ميت، والثاني ذكرت أنه حيّ؟.
فقال: هما عمان من الرضاعة: أحدهما رَضَعَ مع أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنه -، وهو الذي قالت فيه:"لو كان حيًّا"، والآخر أخو أبيها من الرضاعة.
قال الحافظ: الثاني ظاهرٌ من الحديث، والأول حسنٌ مُحْتَمِلٌ، وقد ارتضاه عياضٌ، إلا أنه يَحتاج إلى نقل؛ لكونه جزم به، قال: وقال ابن أبي