للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرواية زينب بنت أم سلمة، وحذفه البخاريّ أيضًا منها، ثم نبّه على أن الصواب درّة، وجزم المنذريّ بأن اسمها حمنة، كما في الطبرانيّ، وقال عياض: لا نعلم لعزّة ذكرًا في بنات أبي سفيان إلا في رواية يزيد بن أبي حبيب، وقال أبو موسى: الأشهر فيها عزّة.

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَفْعَلُ مَاذَا؟ ") أي أيَّ شيء أفعل بها؟ (قُلْتُ: تَنْكِحُهَا) بكسر الكاف، مضارع نَكَح، من باب ضرب (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَوَ تُحِبِّينَ ذَلِكِ؟ ") هو استفهام تعجّب من كونها تطلُب أن يتزوّج غيرها مع ما طُبع عليه النساء من الغيرة (قُلْتُ: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ) بضمّ الميم، وكسر اللام: اسم فاعل، من أخلى يُخلي: أي لست بمنفردة بك، ولا خالية من ضَرّة، وقال بعضهم: هو بوزن فاعل الإخلاء، متعدّيًا، ولازمًا، من أخليت، بمعنى خَلَوتُ من الضرّة، أي لست بمتفرّغة، ولا خالية من ضرّة، وفي بعض الروايات بفتح اللام بلفظ المفعول، حكاها الكرمانيّ، وقال عياض: مُخلية: أي منفردة، يقال: أَخْلِ أَمْرَكَ، وأَخْلِ بِهِ: أي انفرد به، وقال صاحب "النهاية": معناه: لم أجدك خاليًا من الزوجات، وليس هو من قولهم: امرأة مُخْلِيَةٌ: إذا خلت من الأزواج. انتهى (١).

وقال النوويّ - رحمه الله -: قولها: "لست لك بمخلية" بضمّ الميم، وإسكان الخاء المعجمة: أي لست أُخلي لك بغير ضرّة. انتهى (٢).

(وَأَحَبُّ مَنْ شَرِكَنِي) "أحبّ" مرفوع بالابتداء، ومتَعلَّقُهُ محذوفٌ: أي إليّ، و"شَرِكَني" - بفتح الشين المعجمة، وكسر الراء، يقال: شَرِكتُهُ في الأمر أَشْرَكه، من باب تَعِبَ شَرِكًا، وشَرِكَةً، وِزانُ كَلِمٍ، وكَلِمَةٍ، بفتح الأول، وكسر الثاني: إذا صِرْتَ له شَرِيكًا، وجمع الشريك شُرَكاءُ، وأَشْراك (٣). (فِي الْخَيْرِ أُخْتِي) كذا بتعريف "الخير"، وفي الرواية التالية: "في خير" بالتنكير، أي في أيّ خير كان، قيل: المراد بالخير صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المتضمّنة لسعادة الدارين، الساترة لما لعلّه يَعْرِضُ من الغيرة التي جرت بها العادة بين


(١) "الفتح" ١١/ ٣٧٧.
(٢) "شرح النوويّ" ١٠/ ٢٥.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٣١١.