للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزوجات، لكن في روايةٍ عند البخاريّ: "وأحبّ من شَرِكني فيك أختي"، فعُرف أن المراد بالخير ذاته - صلى الله عليه وسلم -، أفاده في "الفتح" (١).

وقال النوويّ - رحمه الله -: قولها: "وأحب من شركني إلخ": أي أحبّ من شاركني فيك، وفي صحبتك، والانتفاع منك بخيرات الدنيا والآخرة. انتهى (٢).

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي"، قُلْتُ: فَإِنِّي أُخْبِرْتُ) وفي رواية للبخاريّ: "قلت: بلغني أنك تخطب"، وفي الرواية التالية عند مسلم: "فقلت: يا رسول الله، فإِنَّا نتَحَدَّثُ"، وفي رواية للبخاريّ: "فإنا نُحَدَّثُ" بضمّ أوله، وفتح الحاء على البناء للمجهول، وفي رواية للنسائيّ: "والله لقد تحدّثنا".

قال الحافظ: لم أقف على اسم من أخبر بذلك، ولعله كان من المنافقين، فإنه قد ظهر أن الخبر لا أصل له، وهذا مما يُستَدلُّ به على ضعف المراسيل.

(أَنَّكَ تَخْطُبُ دُرَّةَ) وهو بضمّ الدال المهملة، وتشديد الراء، وهذا مما لا خلاف فيه، وأما ما حكاه عياضٌ عن بعض رواة كتاب مسلم أنه ضبطه "ذَرّة" - بفتح الذال المعجمة - فتصحيف لا شكّ فيه، قاله النوويّ.

وعند أبي داود من طريق هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أم سلمة: "درّة"، أو "ذرّة" على الشكّ، شكّ زهيرٌ راويه عن هشام، ووقع عند البيهقيّ من رواية الحميديّ، عن سفيان، عن هشام: "بلغني أنك تخطب زينب بنت أبي سلمة"، وهو خطأ، ووقع عند أبي موسى في "ذيل المعرفة": حمنة بنت أبي سلمة، وهو خطأ، قاله في "الفتح" (٣).

(بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ) عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم المخزوميّ، أخي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة، كما صرّح به في هذا الحديث، وابن عمّته صفيّة بنت عبد المطّلب، كان من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا، ومات في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، مات في جمادى الآخرة سنة أربع من


(١) "الفتح" ١١/ ٣٧٧ - ٣٧٨.
(٢) "شرح النوويّ" ١٠/ ٢٥.
(٣) "الفتح" ١١/ ٣٧٨.