للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عشرة، فوُجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر (١).

وكان أبو حذيفة أنكحه ابنة أخته فاطمة بنت الوليد بن عتبة.

وروى البخاريّ من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قُباء، فيهم أبو بكر، وعمر.

وأخرجه الطبرانيّ، زاد: وكان أكثرهم قرآنًا، وأخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو، رفعه: "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبيّ بن كعب، ومُعاذ بن جبل".

وأخرج ابن المبارك في "كتاب الجهاد" من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن عبد الرحمن بن سابط: أن عائشة احتبست على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما حَبَسَك؟ قالت: سمعت قارئًا يقرأ، فذَكَرَت من حسن قراءته، فأخذ رداءه، وخرج، فإذا هو سالِمٌ مولى أبي حذيفة، فقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك".

وأخرجه أحمد، وابن ماجه من طريق الوليد بن مسلم: حدثني حنظلة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عائشة، فذكره موصولًا، وله شاهد عند البزّار بإسناد رجاله ثقات.

وروى ابن المبارك أيضًا أن لواء المهاجرين كان مع سالم، فقيل له في ذلك، فقال: بئس حامل القرآن أنا - يعني إن فررت - فقُطعت يمينه، فأخذه بيساره، فقطعت، فاعتنقه إلى أن صُرع، فقال لأصحابه: ما فعل أبو حذيفة؟ - يعني مولاه - قيل: قُتل، قال: فانتجعوني بجنبه (٢)، فأرسل عمر ميراثه إلى معتقته ثُبيتة، فقالت: إنما أعتقته سائبةً، فجعله في بيت المال.

وذكر ابن سعد أن عمر أعطى ميراثه لأمه، فقال: كُليه. انتهى ملخّصًا من "الإصابة" (٣).

وقولها: (وَهُوَ حَلِيفُهُ) جملة حاليّة، والحليف فيعلٌ بمعنى فاعل، بمعنى المعاهد، يقال منه: تحالفا: إذا تعاهدا، وتعاقدا على أن يكون أمرهما واحدًا


(١) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٧/ ١٣٤.
(٢) أي اجعلوني بجواره في قبره.
(٣) راجع: "الإصابة" ٤/ ١٠٣ - ١٠٦.