للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"الثيّب": المتزوّج، فَيعِلٌ، اسم فاعل من ثاب: إذا رجع، ومنه قيل للمكان الذي يَرجع إليه الناس: مَثَابةٌ، وقيل للإنسان إذا تزوّج: ثَيّبٌ، وإطلاقه على المرأة أكثر؛ لأنها ترجع إلى أهلها بوجه غير الأول، ويستوي في الثّيّب الذكر والأنثى، كما يقال: أَيّمٌ، وبِكْرٌ، وجمع المذكّر ثَيّبون بالواو والنون، وجمع المؤنّث ثَيّبات، والمولّدون يقولون: ثُيَّبٌ، وهو غير مسموع، وأيضًا فَفَيعِلٌ لا يُجمع على فُعَّلٍ، أفاده الفيّوميّ (١).

وقال وليّ الدين العراقيّ: البكر هي الجارية الباقية على حالتها الأولى، والثيّب المرأة التي دخل بها الزوج، وكأنها ثابت إلى حال كبار النساء غالبًا. انتهى (٢).

[تنبيه]: سؤال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لجابر عن تزوّجه لم يقع عقب الزواج، بل كان بعد مدّة؛ لأن زواجه كان بالمدينة بعد أن استُشْهِد أبوه بأُحُدٍ، والسؤال وقع في الرجوع من الغزوة، وقد رجّح في "الفتح" أن تلك الغزوة هي ذات الرِّقَاع، وكانت بعد أُحُد بسنة على الصحيح، وقيل: هي تبوك.

(قُلْتُ: ثَيِّبٌ) خبر لمحذوف، أي هي ثيّبٌ (قَالَ: "فَهَلَّا) - بفتح الهاء، وتشديد اللام - أداة تحضيض، ولا يليها إلا الفعل غالبًا، نحو هَلّا أكرمتَ زيدًا، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف، كقول الشاعر [من الكامل]:

هَلَّا التَّقَدُّمُ وَالْقَلُوبُ صِحَاحُ

أي هلّا وُجِد التقدّم، وكقوله هنا (بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ ") أي هلّا تزوّجتَ بكرًا، وفي رواية عمرو ابن دينار الآتية: "فهلّا جاريةً"، وقوله (تُلَاعِبُهَا) وفي رواية عمرو الآتية: "تلاعبها، وَتُلَاعِبُكَ، وتضاحكها، وتضاحكك"، وهو من الملاعبة، تعليلٌ للترغيب في البكر، سواء كانت الجملة مستأنفةً، كما هو الظاهر، أو صفة لـ "بكر"، أي ليكون بينكما كمال التألّف والتأنّس؛ فإن الثيّب قد تكون متعلّقة القلب بالسابق.


(١) "المصباح المنير" ١/ ٨٧.
(٢) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٧/ ١٠.