للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (٣٥) حديثًا (١)، والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله تعالى، وفيه التحديث، والعنعنة، من صيغ الأداء، وفيه للمصنّف شيخان، قرن بينهما.

٢ - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة، غير شيخه أبي بكر، فما أخرج له الترمذيّ، وغير مصعب، فما أخرج له البخاريّ، وأبو داود.

٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: عكرمة، عن إياس، والابن عن أبيه.

٤ - (ومنها): أن صحابيّه ذو مناقب جمّة، فهو من الشجعان، يسبق الفرس عدوًا، وقصّته حين أغارت غطفان على لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي ترعى بذي قَرَد مشهورة في "الصحيحين" وغيرهما، وهذا أول محلّ ذكره من هذا الكتاب، وكذا ولده إياس، ومصعب بن المقدام، وقد مرّ آنفًا عدد ما رواه المصنّف لجميعهم، والله تعالى أعلم.

وقوله: ("مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ") وفي رواية أبي عوانة في "مسنده" بلفظ: "من سلّ علينا السلاح"، ورواية ابن حبّان في "صحيحه" بلفظ: "من حمل علينا السلاح".

والسّلّ: انتزاعك الشيءَ، وإخراجه في رفق، قال في "القاموس" (٢)، وفي "المصباح": سَلَلْتُ السيفَ سَلًّا، من باب قَتَلَ، وسَلَلْتُ الشيءَ: أخذتُهُ، ومنه قيل: يُسَلُّ الميتُ من قبل رأسه إلى القبر: أي يُؤخذ. انتهى (٣). وتمام شرح الحديث، وفوائده تقدّمت في شرح الحديث الماضي.


(١) هكذا في برنامج الحديث "صخر"، والذي كتبته في "قرّة العين" نقلًا عن ابن الجوزيّ: أنه روى (٧٧) حديثًا، اتّفق الشيخان على (١٦) حديثًا، وانفرد البخاريّ بخمسة، ومسلم بتسعة، ولا اختلاف بين العددين، فإن ما في البرنامج مع المكرّرات، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(٢) راجع: "القاموس المحيط" ص ٩١٤.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٨٦.