للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أن دخلها قبله ليلًا، ولم يدخلها جابر حتى طلع النهار، والعلم عند الله تعالى (١).

وقوله: ("الْآنَ حِينَ قَدِمْتَ؟ ") "الآن" منصوب على الظرفيّة، متعلّق بخبر محذوف، أي: كائن الآن، و"حينَ قَدِمت" مبتدأ مؤخّهر مبنيّ على الفتح؛ لإضافته إلى الجملة، ويجوز رفعه بالضمة، كما أشار إليه في "الخلاصة" بقوله:

وَأَلْزَمُو إِضَافَةً إِلَى الْجُمَلْ … "حَيْثُ" و"إِذْ" وَإِنْ يُنَوَّنْ يُحْتَمَلْ

إِفْرَادُ "إِذْ" وَمَا كَـ "إِذْ" مَعْنًى كَـ "إِذْ" … أَضِفْ جَوَازًا نَحْوُ "حِينَ جَا نُبِذْ"

وَابْنِ أَوَ اعْرِبْ مَا كَـ "إِذْ" قَدْ أُجْرِيَا … وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا

وَقَبْلَ فِعْلٍ مُعْرَبٍ أَوْ مُبْتَدَا … أَعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا

والكلام بتقدير همزة الاستفهام، أي: أكائنٌ الآنَ وقتُ قدومك؟.

وقوله: (فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ) فيه استحباب ركعتين عند القدوم من السفر.

وقوله: (فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ) فيه استحباب إرجاح الميزان في وفاء الثمن، وقضاء الديون، وسيأتي تمام البحث في هذا في "كتاب البيوع" - إن شاء الله تعالى -.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تخريجه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:

[٣٦٤٢] (. . .) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، قَالَ: فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ قَالَ: نَخَسَهُ، أُرَاهُ قَالَ: بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَقَدَّمُ النَّاسَ يُنَازِعُنِي، حَتَّى إِنِّي لِأَكُفُّهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَبِيعُنِيهِ بِكَدَا وَكَذَا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: هُوَ لَكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: "أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: هُوَ لَكَ يَا نَبِيَّ اللهِ (٢)، قَالَ: وَقَالَ لِي:


(١) راجع: "الفتح" ٦/ ٦٠٠.
(٢) قوله: "يا نبيّ الله" لم يوجد في بعض النسخ في المرّة الثانية.