للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ضِلَعًا، تَلْتَقي أَطْرَافُها في الصدرِ، وتتَّصِلُ أَطْرَافُ بَعْضِها ببعضٍ، وتُسمّى الجَوانِح، وَخَلْفها من الظهرِ الكَتِفانِ، والكتفانِ بحِذاءِ الصدرِ، واثْنا عَشَرَ ضِلَعًا أسفلَ منها في الجَنبَيْن، البَطنُ بينهما، لا تَلْتَقي أَطْرَافُها، على طرَفِ كلِّ ضِلْعٍ منها شُرْسوفٌ، وبين الصدرِ والجَنبَيْنِ غُضْروفٌ، يقال له: الرَّهَابَة، ويقال له: لسانُ الصدر، وكلُّ ضِلَعٍ من أضلاعِ الجَنبيْنِ أَقْصَرُ من التي تَليها، إلى أن تنتهي إلى آخِرِها، وهي التي في أسفلِ الجَنبِ، يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. انتهى (١).

وفي الرواية التالية: "إن المرأة خُلِقت من ضِلَعٍ" قال في "الفتح" (٢): قوله: "خُلِقت من ضِلَعٍ" قيل: فيه إشارة إلى أن حواء خُلِقت من ضِلَع آدم الأيسر، وقيل: من ضلعه القصير، أخرجه ابن إسحاق، وزاد: "اليسرى من قَبْل أن يدخل الجنة، وجُعل مكانَهُ لحم"، ومعنى خُلِقت: أي أُخرِجت، كما تُخْرَج النخلة من النواة.

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "خُلِقت من ضِلَعٍ" هذا يؤيّد ما ينقله المفسّرون أن حواء خُلقت من آخر أضلاع آدم - عليهما السلام - وهي الْقُصَيرى مقصورًا، ومعنى "خُلِقت": أي أخرجت كما تُخرج النخلة من النواة، ويَحْتَمِل أن يكون هذا قُصد به الْمِثْلُ، فيكون معنى "من ضِلَع": أي من مثل ضِلَع، فهي كالضلع، ويشهد له قوله في رواية الأعرج، عن أبي هريرة الآتية: "لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت، وبها عوجٌ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها". انتهى (٣).

(إِذَا ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا) قيل: هو ضَرْبُ مَثَلٍ للطلاق، أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها، ويؤيده قوله في رواية الأعرج التالية: "وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها"، قال في "الفتح": ويستفاد من حديث الباب أن الضِّلَعَ مُذَكَّر خلافًا لمن جزم بأنه مؤنث، واحتجّ


(١) "لسان العرب" ٨/ ٢٢٦.
(٢) "الفتح" ٧/ ٦١٣ "كتاب أحاديث الأنبياء" رقم (٣٣٣١).
(٣) "المفهم" ٤/ ٢٢١ - ٢٢٢.