للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السماء، وإن كانت مؤنّثةً، كقول تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}، وقال مُعَوِّدُ الحكماء (١) معاوية بن مالك [من الوافر]:

إِذَا سَقَطَ (٢) السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ … رَعَيْنَاهُ وَإِنْ كَانُوا غِضَابَا

ويُجمع على أَسْمِيَةٍ، وسُمِيِّ … على فُعُول، قال رؤبة [من الرجز]:

تَلُفُّهُ الأَرْوَاحُ وَالسُّمِيُّ … فِي دِفْءِ أَرْطَاةٍ لَهَا حَنِيُّ (٣)

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَفَلَا جَعَلْتَهُ) أي المبلول (فَوْقَ الطَّعَامِ؛ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ) وفي رواية أبي عوانة: "أفلا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس"، أي لأجل أن يروه، فلا يكونوا مخدوعين (مَنْ) شرطيّة (غَشَّ) الغشّ: ضدّ النصيحة، وهو بكسر الغين المعجمة، يقال: غَشَّهُ يغُشّه غِشًّا، وأصله من اللبن المغشوش، أي المخلوط بالماء تدليسًا، قاله القرطبيّ (٤).

وقال الفيّوميّ: غَشّه غَشًّا، من باب قتل، والاسم الغِشّ بالكسر: لم يَنْصَحه، وزيّن له غير المصلحة، ولبنٌ مغشوشٌ: مخلوط بالماء. انتهى (٥).

(فَلَيْسَ مِنِّي") كذا في الأصول بلفظ "منّي"، وهو صحيح (٦)، ولفظ أبي نُعيم في "مستخرجه": "من غشّنا فليس منّا"، وعند أبي عوانة: "من غشّ فليس منّي، من غشّ فليس منّي"، مكرّرًا، ولفظ أبي داود، وابن ماجه: "ليس منّا من غشّ".

قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في "سننه": حدثنا الحسن بن الصباح، عن عليّ، عن يحيى، قال: كان سفيان يَكره هذا التفسير: ليس مِنّا: ليس مثلنا. انتهى (٧).


(١) سُمّي معوِّد الحكماء؛ لقوله في هذه القصيدة:
أُعَوِّدُ مِثْلَهَا الْحُكَمَاءَ بَعْدِي … إِذَا مَا الْحَقُّ فِي الْحَدَثَانِ نَابَا
انتهى. "لسان العرب" ١٤/ ٣٩٩.
(٢) ويروى: "إذا نزل السماء … إلخ".
(٣) راجع: "لسان العرب" ١٤/ ٣٠٩٩.
(٤) "المفهم" ١/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٧.
(٦) "شرح النوويّ" ٢/ ١٠٩.
(٧) أخرجه أبو داود في "سننه" بسند صحيح برقم (٢٩٩٥).