للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: عبد الله بن أبي بكر عن حُمَيد.

٥ - (ومنها): أن فيه رواية صحابيّة، عن ثلاث صحابيّات، كلهنّ من أمهات المؤمنين، وإحداهنّ أمها، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ زينَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ) عبد الله بن عبد الأسد - رضي الله عنها -، وزعم ابن التين أنَّها لا رواية لها عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كذا قال، وقد أخرج لها مسلم حديثها: "كان اسمي برّة، فسمّاني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زينب … " الحديث، وأخرج لها البخاريّ حديثًا في "المناقب" (١).

(أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الثَّلَاثَةِ) التي بيّنتها في كلامها الآتي (قَالَ: قَالَتْ زينَبُ) - رضي الله عنها - (دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ) رملة بنت أبي سفيان - رضي الله عنهما - (زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حِينَ تُوُفِّيَ أَبُوهَا، أَبُو سُفْيَانَ) صخر بْنُ حَرْب - رضي الله عنه -، مات سنة (٣٢ هـ) عند الجمهور، وقيل: سنة ثلاث، ووقع عند البخاريّ في "الجنائز" من رواية ابن عُيينة: "لَمّا جاء نَعْيُ أبي سفيان من الشام".

قال الحافظ: وفيه نظر؛ لأنه مات بالمدينة، بلا خلاف بين أهل الأخبار، ولم أر في شيء من طرق هذا الحديث تقييده بذلك، إلَّا في رواية ابن عيينة هذه، وأظنّها وهَمًا، وكنت أظنّ أنه حذف منه لفظ "ابن"؛ لأن الذي جاء نعيه من الشام، وأمّ حبيبة في الحياة هو أخوها يزيد بن أبي سفيان الذي كان أميرًا على الشام، لكن رواه البخاريّ في "العِدَد" من طريق مالك، ومن طريق سفيان الثوريّ، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن حُميد بن نافع بلفظ: "حين توفّي عنها أبوها، أبو سفيان بن حرب"، فظهر أنه لَمْ يسقط منه شيء، ولم يقل واحد منهما "من الشام"، وكذا أخرجه ابن سعد في ترجمة أم حبيبة، من طريق صفيّة بنت أبي عُبيد، عنها، ثم وجدت الحديث في "مسند ابن أبي شيبة"، قال: "حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن حُميد بن نافع - ولفظه: جاء نعي أخي أم حبيبة، أو حميم لها، فدعت بصفرة، فلطخت به


(١) راجع: "الفتح" ١٢/ ٢٣٠.