للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذراعيها"، وكذا رواه الدارميّ عن هاشم بن القاسم، عن شعبة، لكن بلفظ: "أن أخًا لأم حبيبة مات، أو حميمًا لها"، ورواه أحمد عن حجاج، ومحمد بن جعفر جميعًا، عن شعبة، بلفظ: "أن حميمًا لها مات"، من غير تردّد، وإطلاق الحميم على الأخ أقرب من إطلاقه على الأب، فقوي الظنّ عند هذا أن القصّة تعدّدت لزينب مع أمّ حبيبة عند وفاة أخيها يزيد، ثم عند وفاة أبيها أبي سفيان، ولا مانع من ذلك. انتهى (١).

(فَدَعَتْ أمّ حَبِيبَةَ بِطِيبٍ) أي: طلبت طيبًا (فِيهِ صُفْرَةٌ) قال الفيّوميّ: "الصُّفْرة": لون دون الحمرة، والأصفر الأسود أيضًا. انتهى (٢)، وقوله: (خَلُوقٌ) بدل من "صُفرة"، وهو بفتح الخاء المعجمة، بوزن رَسُول: ما يُتخلّق به من الطيب، قال بعض الفقهاء: وهو مائعٌ، فيه صُفْرة، قاله الفيّوميّ (٣).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو برفع "خَلُوقٌ"، وبرفع "غيرُهُ أي: دعت بصفرة، وهي خَلوقٌ، أو غيره، و"الْخَلُوق": بفتح الخاء: طِيب مخلوط. انتهى (٤).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "الْخَلُوق" بفتح الخاء المنقوطة: أنواع من الطيب تُخلط بالزعفران، وهو العبير أيضًا (٥).

(أَوْ غَيْرُهُ) أي: غير الخلوق، من أنواع الطيب (فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً) بالنصب، قال الحافظ: لَمْ أعرف اسمها (ثُمَّ مَسَّتْ بعَارِضَيْهَا) أي: جانبي وجهها، وجعل العارضين ماسحين تجوّزًا، والظاهر أَنها جعلت الطيب في يديها، ومسحتها بعارضيها، والباء للإلصاق، أو الاستعانة، و"مسح" يتعدّى بنفسه، وبالباء، تقول: مسحت برأسي، ومسحت رأسي.

وفي "الإكمال": قال ابن دريد: العارضان صفحتا العنق، وما بعده الأسنان.

وفي "كتاب العين": عارضة الوجه: ما يبدو منه، ومبسما الوجه والثنايا، والمراد هنا الأول.


(١) "الفتح" ٤/ ٢١.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٣٤٢.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٨٠.
(٤) "شرح النوويّ" ١٠/ ١١٣.
(٥) "المفهم" ٤/ ٢٨٢ - ٢٨٣.