وعند الطبريّ من طريق أيوب، عن عكرمة، مرسلًا فيه نحوه، وزاد:"فلم يلبثوا أن جاء ابن عمّ له، فرمى امرأته … " الحديث.
والقائل في قصّة عويمر: عاصم بن عديّ، كما في حديث سهل بن سعد في هذا الباب. وأخرج الطبريّ من طريق الشعبيّ مرسلًا، قال:"لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآية، قال عاصم بن عديّ: إن أنا رأيت، فتكلّمت، جُلِدتُ، وإن سكتّ سكتّ على غيظ … " الحديث، ولا مانع أن تتعدّد القصص، ويتّحد النزول.
وروى البزّار من طريق زيد بن يُثيع، عن حذيفة - رضي الله عنه -، قال:"قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: لو رأيت مع أم رُومان رجلًا ما كنت فاعلًا به؟ قال: كنت فاعلًا به شرًّا، قال: فأنت يا عمر؟ قال: أقول: لعن الله الأبعد، قال:
فنزلت".
ويحتمل أن النزول سبق بسبب هلال، فلما جاء عويمر، ولم يكن علم بما وقع لهلال أعلمه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالحكم، ولهذا قال في قصّة هلال:"فنزل جبريل"، وفي قصّة عويمر:"قد أنزل الله فيك"، فيؤوّل قوله:"قد أنزل الله فيك"؛ أي: وفيمن كان مثلك، وبهذا أجاب ابن الصبّاغ في "الشامل"، قال: نزلت الآية في هلال، وأما قوله لعويمر:"قد نزل فيك وفي صاحبتك"، فمعناه ما نزل في قصّة هلال.
ويؤيّده أن في حديث أنس عند أبي يعلى قال:"أول لعان كان في الإسلام أن شريك بن سَحْماء قذفه هلال بن أميّة بامرأته … " الحديث.
وجنح القرطبيّ إلى تجويز نزول الآية مرّتين، قال: وهذه الاحتمالات، وإن بعُدت أولى من تغليط الرواة الحفّاظ.
وقد أنكر جماعة ذِكْرَ هلال فيمن لاعن، قال القرطبيّ: أنكره أبو عبد الله بن أبي صفرة، أخو المهلّب، وقال: هو خطأ، والصحيح أنه عويمر، وسبقه إلى نحو ذلك الطبريّ.
وقال ابن العربيّ: قال الناس: هو وَهَمٌ من هشام بن حسّان، وعليه دار حديث ابن عبّاس، وأنس بذلك.
وقال عياضٌ في "المشارق": كذا جاء من رواية هشام بن حسّان، ولم