للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نُطْعِمَكَ مِنْهُ، فَقَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِنْهَا لنَا هَدِيَّةٌ"، وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا: "إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (رَبيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ) التيميّ مولاهم، أبو عثمان المدنيّ، واسم أبيه فَرُّوخ، ثقةٌ فقيهٌ مشهور [٥] (ت ١٣٦) على الصحيح (ع) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" ١١/ ١٦٥٢.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.

وقولها: (كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُننٍ) هو بمعنى قوله في الرواية السابقة: "ثلاث قضيّات".

وقولها: (خُيِّرَتْ عَلَى زَوْجِهَا إلخ) هذه الأُولى من السنن الثلاث.

وقولها: (وَأُهْدِيَ لَهَا لَحْمٌ) إلخ هذه هي ثاني السنن.

وقولها: (وَالْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ) الواو للحال، والجملة في محلّ نصب على الحال، و"الْبُرْمة" بضمّ الموحّدة، وسكون الراء: القِدْرُ، جمعه بُرَم، مثلُ غرفة وغُرَف، وبِرَام، ككِتاب، وفي رواية النسائيّ: "والبُرمة تفور بلحم".

وقولها: (وَأُدْمٍ، مِنْ أُدُمِ الْبَيْتِ) لأول بضمّ، فسكون، مفرد، ويجمع على آدام، كقُفْل وأقفال، والثاني بضمّتين، جمع إدام، ككتاب وكُتُب، ويجوز تسكين داله للتخفيف، وهو ما يُؤدَم به مائعًا كان، أو جامدًا.

وقال السنديّ في "شرح النسائيّ" في "المجمع": "الأُدْمُ" ككُتْبٍ في كُتُبٍ، فظاهره أنه بالضمّتين جمع، نعم يجوز السكون في كلّ ما كان بضمّتين، وعلى هذا فالظاهر أن الأول بضمّ، فسكون مفردٌ، والثاني بضمّتين جمعٌ، ومعنى "أُدْم البيت": الأُدْمُ التي توجد في البيوت غالبًا؛ كالخلّ، والعسل، والتمر. انتهى (١).

وقوله: ("إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ") هذه هي السُّنة الثالثة، والحديث تقدّم تمام البحث فيه قريبًا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) "شرح السنديّ على النسائيّ" ٦/ ١٦٢.