للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اقْصِدِ الشَّعْبَ فَهْوَ أَكْثَرُ حَيٍّ … عَدَدًا فِي الْحِوَاءِ ثُمَّ الْقَبِيلَهْ

ثُمَّ تَتْلُوهَا الْعِمَارَةُ ثُمَّ الْـ … ـــبَطْنُ وَالْفَخْذُ بَعْدَهَا وَالْفَصِيلَهْ

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهَا الْعَشِيرَةُ لَكِنْ .... هِيَ فِي جَنْبِ مَا ذَكَرْنَاهُ قَلِيلَهْ

وقال آخر [من البسيط]:

قَبِيلَةٌ قَبْلَهَا شَعْبٌ وَبَعْدَهُمَا .... عِمَارَةٌ ثُمَّ بَطْنٌ تِلْوُهُ فَخِذُ

وَلَيْسَ يُؤوِي الْفَتَى إِلَّا فَصِيلَتُهُ … وَلَا سَدَادَ لِسَهْمٍ مَا لَهُ قُذَذَ

انتهى (١).

(عُقُولَهُ) بالنصب مفعول "كتب"، والهاء ضمير البطن، ذكّره باعتبار الحيّ، كما سبق آنفًا.

والعُقُول - بضم العين المهملة -: الديات، واحدها عَقْل - بفتح، فسكون -؛ كفلس وفُلوس، ومعناه: أن الدية في قتل الخطإ، وعمد الخطإ، وهو شبه العمد، تجب على العاقلة، وهم العصبات، سواء الآباء، والأبناء، وإن علوا، أو سفلوا، أفاده الثوويّ.

وقال أبو العبّاس القرطبيّ - رحمه الله - ما حاصله: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا هاجر إلى المدينة، واستقرّ أمره فيها، آخى بين المهاجرين والأنصار، وصالح من كان فيها من اليهود، وميّز القبائل، بعضها من بعض، وضمّ البطون بعضها إلى بعض فيما ينوبهم من الحقوق، والغرامات، وكان بينهم دماء، ودياتٌ بسبب الحروب العظيمة التي كانت بينهم قبل الإسلام، فرفع تعالى كلَّ ذلك عنهم، وألّف بين قلوبهم ببركة الإسلام، وبركة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، حتى صاروا كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} الآية [آل عمران: ١٠٣]. انتهى (٢).

(ثُمَّ كَتَبَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ("أَنَّهُ) الضمير للشأن، وهو الضمير الذي تفسّره الجملة بعده، كما قال ابن مالك في "الكافية الشافية":

وَمُضْمَرُ الشَّأنِ ضَمِيرٌ فُسِّرَا … بِجُمْلَةٍ كَـ"إِنَّهُ زيدٌ سَرَى"


(١) "الجامع لأحكام القرآن" في تفسير "سورة الحجرات" ١٦/ ٣٤٥.
(٢) "المفهم" ٤/ ٣٤٠.