للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يبغضهم الله - عَزَّ وَجَلَّ - قال: نعم، فما إخالني، أَكْذِب على خليلي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثلاثًا، يقولها، قال: قلت: مَن الثلاثة الذين يحبهم الله - عَزَّ وَجَلَّ -؟، قال: "رجل غزا في سبيل الله، فلقي العدوَّ، مجاهدًا محتسبًا، فقاتل حتى قُتِل"، وأنتم تجدون في كتاب الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: ٤]، "ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه، حتى يكفيه الله إياه بموت، أو حياة، ورجل يكون مع قوم، فيسيرون حتى يَشُقّ عليهم "الْكَرَى"، أو "النعاس"، فَيَنْزِلون في آخر الليل، فيقوم إلى وُضوئه، وصلاته قال: قلت: مَن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: "الفَخُور المختال، وأنتم تجدون في كتاب الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: ١٨]، والبخيل الْمَنّان، والتاجر، والبَيّاع الْحَلّاف قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فرق لنا، وذَوْدٌ - يعني بالفرق: غنمًا يسيرة - قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال، قال: ما أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح، قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال: والله لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين الله تبارك وتعالى، حتى ألقى الله ورسوله ثلاثًا يقولها. انتهى (١).

(وَالْمُنَفِّقُ) قال القرطبيّ رحمه الله تعالى: الرواية في "الْمُنَفِّق" بفتح النون، والفاء مشدّدةٌ، وهي مضاعَفُ نَفَقَ البيعُ يَنْفُقُ: - أي من باب نصر - نَفَاقًا: إذا خرج، ونَفِدَ، وهو ضدّ كَسَدَ، غير أن نَفَقَ المخفَّفُ لازم، فإذا شُدِّدَ عُدّيَ إلى المفعول، ومفعوله هنا "سِلْعَتَهُ". انتهى (٢).

(سِلْعَتَهُ) بكسر السين المهملة، وسكون اللام: البِضَاعة، جمعها سِلَعٌ، مثلُ سدر وسِدَرٍ. ومثله سِلْعة الجسد (٣)، وهي الْغُدَّة، وأما السَّلْعَة بالفتح، فهي


(١) الحديث رجاله رجال الصحيح، ويزيد هو ابن هارون. والله تعالى أعلم.
(٢) "المفهم" ١/ ٣٥٩.
(٣) قال في "المصباح": السِّلْعة - أي بكسر، فسكون -: خُرَاجٌ كهيئة الغُدّة، تتحرّك بالتحريك، قال الأطبّاء: هي وَرَمٌ غير ملتزق باللحم، يتحرّك عند تحريكه، وله غلاف، وتقبل التزيّد، لأنها خارجة عن اللحم، ولهذا قال الفقهاء: يجوز قطعها عند الأمن. انتهى. "المصباح" في مادّة سلع.