للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كذا رَوَى عنه مالك في "الموطإ"، ومن طريقه أبو داود في "سننه".

قال ابن عبد البرّ: وهذا أحد الأربعة التي اختَلَف فيها سالمٌ ونافع عن ابن عمر.

وقال البيهقيّ: هكذا رواه سالم، وخالفه نافع، فروى قصّة النخل، عن ابن عمر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقصّة العبد عن ابن عمر، عن عمر، ثم رواه من طريق مالك كذلك، قال: وكذلك رواه أيوب السختيانيّ وغيره عن نافع. انتهى.

واختلف الأئمة في الأرجح من روايتي نافع وسالم على أقوال:

[أحدها]: ترجيح رواية نافع، روى البيهقيّ في "سننه" عن مسلم، والنسائيّ أنهما سُئلا عن اختلاف سالم ونافع في قصّة العبد؟ فقالا: القول ما قال نافع، وإن كان سالم أحفظ منه. وقال النوويّ في "شرح مسلم": أشار النسائيّ، والدارقطنيّ إلى ترجيح رواية نافع، وهذه إشارة مردودة.

[القول الثاني]: ترجيح رواية سالم، قال الترمذيّ في "جامعه": قال محمد بن إسماعيل: وحديث الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أصحّ، قال الحافظ العراقيّ رحمهُ اللهُ في "شرح الترمذيّ": وسبقه إليه شيخه عليّ بن المدينيّ.

وقال ابن عبد البرّ في "التمهيد": إنه الصواب، فإنه كذلك رواه عبد الله بن دينار، عن ابن عمر برفع القصّتين معًا، وهذا مرجّح لرواية سالم.

[القول الثالث]: تصحيحهما معًا، قال الترمذيّ في "العلل": سألت محمدًا عن هذا الحديث، وقلت له: حديث الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من باع عبدًا"، وقال نافع، عن ابن عمر، عن عمر، أيّهما أصحّ؟ قال: إن نافعًا خالف سالمًا في أحاديث، وهذا من تلك الأحاديث، روى سالم، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال نافع، عن ابن عمر، عن عمر، كأنه رأى الحديثين صحيحين، وأنه يَحْتَمِل عنهما جميعًا.

قال العراقيّ في "شرح الترمذيّ": وليس بين ما نقله عنه في "الجامع"، وما نقله عنه في "العلل" اختلافٌ، فحكمه على الحديثين بالصحّة، لا ينافي حكمه في "الجامع" بأن حديث سالم أصحّ، بل صيغة "أفعل" تقتضي اشتراكهما في الصحّة.