للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزهري؛ أنه قال: (حَدثَنى عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ) يقال: له رؤية (عَنْ أبِيهِ) كعب بن مالك - رضي الله عنه - (أنهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ) أي: طالب أن يقضيه، وفي الرواية التالية من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك؛ "أنه كان له مال على عبد الله بن أبي حَدْرد الأسلميّ، فلقيه، فلزمه، فتكلّما حتى ارتفعت أصواتهما … ".

[تنبيه]: "ابن أبي حَدْرد" - بفتح الحاء المهملة، وسكون الدال المهملة، وفتح الراء، ثم دال مهملة - قال الجوهريّ وغيره: لم يأت من الأسماء على "فعلع" بتكرير العين غير حدرد. وهو عبد الله بن أبي حدرد، واسمه سلامة، وقيل: عُبيد بن عُمير بن أبي سلامة بن سعد بن شيبان بن الحارث بن قيس بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلميّ، أبو محمد، له ولأبيه صحبة، وقال ابن منده: لا خلاف في صحبته، وقال ابن سعد: أول مشاهده الحديبية، ثم خيبر، مات سنة (٧١) عن (٨١) سنة، أفاده في "الإصابة" (١).

وقوله: (دَيْنًا) منصوب على أنه مفعول ثان لـ "تقاضى"، والأول "ابنَ أبي حدرد"، وقوله: (كَانَ لَهُ عَلَيْهِ) جملة في محلّ نصب صفة لـ "دينًا"، وضمير "له" لكعب، و "عليه" لابن أبي حدرد، وفي رواية الطبرانيّ أنه كان أوقيّتين (في عَهْدِ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) أي: في زمانه (فِي الْمَسْجِدِ) النبويّ، وهو متعلّقٌ بـ "تقاضى" (فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُمَا) وفي بعض النسخ: "فارتفعت أصواتهم" (حتَّى سَمِعَهَ) أي: الأصوات، وفي رواية النسائيّ: "حتى سمعهما" (رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وقوله: (وَهُوَ فِي بَيْتِهِ) جملة حالية من "رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) أي: من حجرته، وفي رواية الأعرج، عن عبد الله بن كعب التالية: "فمرّ بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وظاهر الروايتين التخالف، وجمع بعضهم بينهما باحتمال أن يكون مرّ بهما أوّلًا، ثم إن كعبًا أشخص خصمه للمحاكمة، فسمعهما النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أيضًا، وهو في بيته، قال الحافظ: وفيه بُعد؛ لأن في الطريقين أنه - صلى الله عليه وسلم - أشار


(١) راجع: "الإصابة" ٦/ ٥٢ - ٥٤.