للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى كعب بالوضيعة، وأمر غريمه بالقضاء، فلو كان أمره بذلك تقدَّم لهما لَمَا احتاج إلى الإعادة، والأَولى فيما يظهر لي أن يُحمَل المرور على أمر معنويّ، لا حسّيّ. انتهى. (حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ) - بكسر المهملة، وسكون الجيم، وحكي فتح أوله - وهو الستر، وقيل: أحد طرفي الستر الْمُفَرج، قاله في "الفتح" (١).

وقال المجد - رحمه الله -: "السِّجْفُ"، ويُكسر، وككتاب: السترُ، جمْعه سُجُوفٌ، وأَسْجافٌ، أو السَّجْف: السِّتران المقرونان بينهما فُرْجةٌ، أو كل بابٍ سُتِر بسترين مقرونين، فكلُّ شِقّ سَجْف، وسِجَافٌ، وأسجف السترَ: أرسله. انتهى (٢).

(وَنَادَى كعْبَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: "يَا كَعْبُ"، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، فَأشَارَ) وفي نسخة: "قال: فأشار" (إِلَيْهِ بِيَده أَنْ ضَعِ الشطْرَ مِنْ دَيْنِكَ) أي: نصفه، و "أن" هنا يَحْتَمل أن تكون مصدريّة، ويقدّر الجار قبلها؛ أي: بأن ضع، وَيحْتَمل أن تكون تفسيرية؛ أي: فرع، و "أن" التّفسيريّة هي التي تقع بعد جملة فيها معنى القول، دون حروفه، وتتأخر عنها جملة، وأن لا يدخل عليها جارّ، كما هو مبسوط في "مغني اللبيب" لابن هشام الأنصاريّ - رحمه الله - (٣).

وقال شيخنا المناسيّ - رحمه الله - في "نظمه":

وَثَالِثٌ (٤) كـ "أَيْ" أَتَتْ مُفَسِّرَهْ … وَزُمْرَةُ الْكُوفَةِ فِيهَا مُنْكِرَهْ

وَشَرْطُهَا لِمُثْبِتٍ سَبْقُ الْجُمَلْ … وَبَعْدَهَا الْجُمَلُ مُطْلَقًا حَصَلْ

وَالْقَوْلُ مَعْنَاهُ بَدَا فِي السابِقَهْ … لَا لَفْظُهُ وَبَعْضُهُمْ قَدْ أَطْلَقَهْ

وَعَدَمُ الْخَافِضِ أَمَّا إِنْ قُرِنْ … بِهَا فَمَصْدَرِيةٌ عِنْدَ الْفَطِنْ

وفي رواية الأعرج التالية: "فقال: يا كعب، فأشار بيده، كأنه يقول: النصف، فأخذ نصفًا مما عليه، وترك نصفًا" (قَالَ كَعْب: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ) وفي رواية للبخاريّ: "لقد فعلت"، وفيها مبالغة في امتثال الأمر (قالَ


(١) "الفتح" ٢/ ٢٠٥ "كتاب الصلاة".
(٢) "القاموس المحيط" ٣/ ١٥٠.
(٣) راجع: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ٧٤ - ٧٥.
(٤) أي ثالث الأوجه من معاني "أن".