للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغزوة خيبر كانت في المحرّم سنة سبع من الهجرة، وكانت خيبر مدينة كبيرةً، ذات حُصُون ومَزَارع، على مسافة مائة وخمسين كيلو مترًا من المدينة إلى جهة الشام، والله تعالى أعلم.

(فَقَالَ لِرَجُلٍ) أي في شأنه، وفي سببه، فلم يخاطب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الرجل، وإنما أخبر الصحابة الحاضرين لديه عن شأنه، ومصيره، فتكون اللام هنا بمعنى "في"، قال الفرّاء، وابنُ الشَّجَريّ، وغيرهما من أهل العربية: اللام قد تأتي بمعنى "في"، ومنه قول الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: ٤٧]: أي فيه (١).

وقال في "الفتح": قوله: "لرجل": أي عن رجل، واللام قد تأتي بمعنى "عن"، مثل قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [العنكبوت: ١٢]، ويحتمل أن يكون بمعنى "في": أي في شانه: أي سببه، ومنه قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}. انتهى (٢).

واسم الرجل قُزمان، ذكره الخطيب البغداديّ، وتبعه النوويّ، قال الخطيب: وكان من المنافقين (٣).

(مِمَّنْ يُدْعَى بِالإِسْلَامِ) ببناء الفعل للمفعول: أي يوصف بأنه مسلم؛ لتظاهره بالإسلام، وفي نسخة: "ممن يَدَّعي الإسلام"، فـ "يَدّعي" بالبناء للفاعل، مضارع ادّعى، من باب الافتعال: أي ينسُبُ نفسه إلى الإسلام، وقوله: ("هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ") مقول "قال" (فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ) هذا مما يؤيّد ما سبق آنفًا من أن أبا هريرة - رضي الله عنه - حضر بعض فتح خيبر، وفي رواية البخاريّ من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ: "فلما حضر القتالَ"، بالرفع والنصب، قاله في "الفتح" (قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ) أي بسبب سهم رُمِي به، وفي رواية البخاريّ المذكورة: "حتى كثُر به الجراحة" (فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله، الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ) أي قلت في شأنه (آنِفًا) أي قريبًا، وفيه


(١) "شرح النوويّ" ٢/ ١٢٢.
(٢) "الفتح" ٧/ ٥٤٠ "كتاب المغازي" رقم (٤٢٠٣ - ٤٢٠٤).
(٣) "تنبيه المعلم" ص ٦٥.