وسكون التحتانيّة، بعدها موحّدة- واسمه: نافع، على الصحيح، فقد رَوَى أحمد، وابن السكن، والطبرانيّ، من حديث مُحَيِّصة بن مسعود؛ أنه كان له غلام حجّام، يقال له: نافع أبو طيبة، فانطلق إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن خراجه … الحديث.
وحَكَى ابن عبد البرّ في اسم أبي طيبة أنه دينار، ووَهَّموه في ذلك؛ لأن دينارًا الحجام تابعيّ، رَوَى عن أبي طيبة، لا أنه اسم أبي طيبة، أخرج حديثه ابن منده، من طريق بسام الحجّام، عن دينار الحجّام، عن أبي طيبة الحجّام، قال: حجمت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- … الحديث، وبذلك جزم أبو أحمد الحاكم في "الكنى" أن دينارًا الحجام يروي عن أبي طيبة، لا أنه أبو طيبة نفسه، وذكر البغويّ في "الصحابة" بإسناد ضعيف أن اسم أبي طيبة: ميسرة، وأما العسكريّ، فقال: الصحيح أنه لا يُعرف اسمه، وذكر ابن الحذّاء في رجال "الموطإ" أنه عاش مائة وثلاثًا وأربعين سنةً، ذكره في "الفتح"(١).
(فَأَمَرَ) -صلى الله عليه وسلم- (لَهُ) أي: لأبي طيبة (بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ) كذا في رواية المصنّف، ووقع في رواية البخاريّ من طريق شعبة، عن حميد الطويل:"وأمر له بصاع، أو صاعين، أو مدّ، أو مدّين"، فقال في "الفتح": قوله" "بصاع، أو صاعين، أو مدّ، أو مدّين" شكٌّ من شعبة، وقد تقدّم في رواية سفيان: "صاعًا، أو صاعين" على الشك أيضًا، ولم يتعرض لذكر المدّ، وقد تقدّم في "البيوع" من رواية مالك، عن حميد: "فأَمَر له بصاع من تمر"، ولم يشكّ، وأفاد تعيين ما في الصاع، وأخرج الترمذيّ، وابن ماجه من حديث عليّ -رضي الله عنه- قال: أمرني النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأعطيت الحجام أجره، فأفاد تعيين من باشر العطية، ولابن أبي شيبة من هذا الوجه: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال للحجام: "كم خراجك؟ "، قال: صاعان، قال: فوضع عنه صاعًا، وكأن هذا هو السبب في الشكّ الماضي، وهذه الرواية تجمع الخلاف، وفي حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة أن خراجه كان ثلاثة آصع، وكذا لأبي يعلى، عن جابر، فإن صحّ جُمع بينهما بأنه كان صاعين وزيادة، فمن قال: صاعين ألغى الكسر، ومن قال ثلاثة جبره. انتهى.