للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ومنها): أن فيه شيبان النحويّ، وهو منسوب إلى نَحْوَة، بطنٍ من الأزد، لا إلى علم النحو، وإن كان هو المشهور في هذه النسبة، ومثله يزيد النحويّ، ولا ثالث لهما، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

عن شيبان بن عبد الرَّحمن النحويّ، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ) البصريّ (يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) قال الحافظ: لَمْ أقف على اسمه (خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ) بفتح القاف، وسكون الراء: واحدة القرُوح، وهي حبات تَخْرُج في بدن الإنسان، وفي الرواية التالية: "كان خُراجٌ" - بضمّ الخاء المعجمة، وتخفيف الراء -: وهي الْقَرْحَةُ، وفي رواية البخاريّ في "ذكر بني إسرائيل": "كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جُرْحٌ" بضم الجيم، وسكون الراء، وفي رواية له في "الجنائز": "به جِرَاحٌ"، قال في "الفتح": وكأنه كان به جُرْح، ثم صار قَرْحَةً، قال: وذكره بعضهم بضم المعجمة، وآخره جيم، وهو تصحيف. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا ادّعى التصحيف في "الفتح"، فإن أراد خصوص رواية البخاريّ، فيمكن أن يُسلّم، وإلا فرواية مسلم الآتية بلفظ "خُرَاج" بالضبط المذكور، فلا وجه لإنكارها، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

(فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ) وفي رواية البخاريّ: "فَجَزعَ، فأَخَذَ سِكِّينًا، فَحَزَّ بها يده"، ومعنى "انتزع": أخرج (سَهْمًا) بفتح، فسكون: واحدُ النَّبْل، وقيل: نفسُ النَّصْلِ (٢). (مِنْ كِنَانَتِهِ) بكسر الكاف: هي جَعْبَة النشاب، مفتوح الجيم، سُمّيت كنانةً؛ لأنَّها تَكِنّ السِّهَامَ: أي تستُرُها (فَنكَأَهَا) - بالنون، والهمز -: أي قشّرها، وخرقها، وفَتَحَها، وقيل: معناه: نخس موضع الجرح، وفي رواية البخاريّ: "فأَخَذَ سِكِّينًا، فَحَزَّ بها يده"، ويمكن الجمع بأن يكون فَجَّر الجرح بذُبابة السَّهْم، فلم ينفعه، فحَزَّ موضعه بالسكين، ودَلّت رواية البخاريّ هذه على أن الجرح كان في يده، قاله في "الفتح" (٣).


(١) "الفتح" ٦/ ٥٧٧.
(٢) راجع: "القاموس" ص ١٠١٤، و"المصباح" ٢/ ٢٩٣.
(٣) "الفتح" ٦/ ٥٧٧ "كتاب أحاديث الأنبياء" رقم الحديث (٣٤٦٣).