حقّقت ذلك بأدلته في "شرح النسائيّ"، فراجعه تستفد (١).
قال: وفي الباب: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عند البزار، والطحاويّ، ورجاله ثقات أيضًا، إلا أنه اختُلف في وصله وإرساله، فرجّح البخاريُّ، وغير واحد إرساله، وعن جابر -رضي الله عنه- عند الترمذيّ وغيره، وإسناده ليّن، وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عند عبد الله بن أحمد في زيادات "المسند"، وعن ابن عمر عند الطحاويّ، والطبرانيّ.
واحتُجّ للجمهور بحديث عبد الله بن عمرو:"أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أمره أن يُجَهّز جيشًا، وفيه: فابتاع البعير بالبعيرين، بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، أخرجه الدارقطنيّ وغيره، وإسناده قويّ، واحتَجّ البخاري هنا بقصة صفية، واستشهد بآثار الصحابة -رضي الله عنهم-.
وقوله:"واشترى ابن عمر راحلة بأربعة أبعرة" الحديث وصله مالك، والشافعيّ عنه، عن نافع، عن ابن عمر بهذا، ورواه ابن أبي شيبة من طريق أبي بشر، عن نافع: أن ابن عمر اشترى ناقة، بأربعة أبعرة بالرَّبَذَة، فقال لصاحب الناقة: اذهب، فانظر، فإن رضيت فقد وجب البيع.
وقوله:"راحلة"؛ أي: ما أمكن ركوبه من الإبل، ذكرًا أو أنثى، وقوله:"مضمونة" صفة "راحلة"؛ أي: تكون في ضمان البائع حتى يوفيها؛ أي: يسلمها للمشتري، والربذة -بفتح الراء، والموحدة، والمعجمة-: مكان معروف بين مكة والمدينة.
وقوله: وقال ابن عباس: "قد يكون البعير خيرًا من البعيرين": وصله الشافعيّ، من طريق طاوس: أن ابن عباس سئل عن بعير ببعيرين؟ فقاله.
قوله:"واشترى رافع بن خديج بعيرًا ببعيرين، فأعطاه أحدهما، وقال: آتيك بالآخر غدًا، رَهْوًا، إن شاء الله": وصله عبد الرزاق، من طريق مُطَرّف بن عبد الله عنه.
وقوله:"رَهْوًا" بفتح الراء، وسكون الهاء -أي: سهلًا-، والرهو السير السهل، والمراد به هنا أن يأتيه به سريعًا، من غير مَطْلٍ.