للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النخعيّ، وفي رواية للبخاريّ من طريق عبد الواحد عن الأعمش، قال: "ذكرنا عند إبراهيم الرَّهْن في السلم، فقال: حدّثني الأسود، عن عائشة -رضي الله عنها-"، فذكره (عَنِ الْأَسْوَدِ) بن يزيد النخعيّ (عَنْ عَائِشَةَ) أم المؤمنين -رضي الله عنها-، أنها (قَالَت: اشْتَرَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ يَهُودِيٍّ) هذا اليهوديّ: هو أبو الشَّحْم، بَيّنه الشافعيّ، ثم البيهقيّ، من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه: "أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، رَهَنَ درعًا له، عند أبي الشحم اليهوديّ، رجل من بني ظَفَر في شعير". انتهى.

و"أبو الشَّحْم" -بفتح المعجمة وسكون المهملة-: اسمه كنيته، و"ظَفَر" -بفتح الظاء والفاء- بطن من الأوس، وكان حليفًا لهم، وضبطه بعض المتأخرين بهمزة ممدودة، وموحّدة مكسورة، اسم فاعل من الإباء، وكأنه التبس عليه بـ "أبي اللحم" الصحابيّ المشهور.

(طَعَامًا) المراد به هنا الشعير؛ لِمَا يأتي في رواية البخاريّ، من حديث أنس -رضي الله عنه-: "ولقد رَهَنَ درعًا له، عند يهوديّ بالمدينة، وأخذ منه شعيرًا لأهله".

وكان قدر الشعير المذكور ثلاثين صاعًا، كما هو عند البخاريّ من حديث عائشة -رضي الله عنها- في "الجهاد"، وأواخر "المغازي"، وكذلك رواه أحمد، والنسائيّ، وابن ماجه، والطبرانيّ وغيرهم من طريق عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وأخرجه الترمذيّ، من هذا الوجه، فقال: "بعشرين".

قال الحافظ رحمه الله: ولعلّه كان دون الثلاثين، فَجُبِر الكسر تارة، وأُلغي أخرى، ووقع لابن حبان من طريق شيبان، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه-: أن قيمة الطعام كانت دينارًا، وزاد أحمد من طريق شيبان في آخره: "فما وَجَد ما يفتكّها به حتى مات".

(بِنَسِيئَةٍ) وفي الرواية الآتية: "إلى أجل"، وقد تبيّن مدة الأجل عند ابن حبّان في "صحيحه" من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش: أنه سنة (فَأَعْطَاهُ دِرْعًا لَهُ رَهْنًا) وفي الرواية التالية: "ورهنه درعًا له من حديد". وهو بكسر الدال المهملة، وسكون الراء، قال صاحب "التنبيه": هي ذات