للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"في الثمر" بالثاء المثلّثة أيضًا، وهو مفرد الأول، قال الفيّوميّ رحمه الله: الثَّمَرُ -بفتحتين- والثَّمَرَةُ مثله، فالأول مذكَّر، ويُجْمَع على ثِمَارٍ، مثلُ جَبَلٍ وجِبَال، ثم يجمع الثِّمَارُ على ثُمُرٍ، مثلُ كتاب وكُتُب، ثم يُجمع على أَثْمَارٍ، مثل عُنُق وأعناق، والثاني مؤنَّث، والجمع ثَمَرَاتٍ، مثل قَصَبة وقَصَبات، والثَّمَرُ: هو الْحَمْلُ الذي تُخرجه الشجرة، سواءٌ أُكِل أو لا، فيقال: ثَمَرُ الأراك، وثَمَرُ الْعَوْسَج، وثَمَرُ الدَّوْمِ، وهو الْمُقْلُ، كما يقال: ثَمَرُ النخل، وثَمَرُ العنب، قال الأزهريّ: وأَثْمَرَ الشجرُ: أطلع ثمره أوّلَ ما يُخرجه، فهو مُثْمِرٌ، ومن هنا قيل لما لا نفع فيه: ليس له ثَمَرَةٌ. انتهى (١).

(السَّنَةَ وَالسَّنتيْنِ) بالنصب على الظرفيّة متعلّق بـ "يُسلفون"، وقال السنديّ: منصوب إما على نزع الخافض؛ أي: إلى السنة والسنتين، أو على المصدر؛ أي: إسلاف السنة والسنتين. انتهى (٢).

(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("مَنْ أَسْلَفَ) بالهمز، وفي رواية للبخاريّ من طريق ابن عُليّة، عن ابن أبي نَجيح: "من سلّف" بتشديد اللام، وهو بمعناه، كما سبق (فِي تَمْرٍ) بفتح التاء المثنّاة فوقُ، وسكون الميم، قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في أكثر الأصول "تَمْر" بالمثنّاة، وفي بعضها "ثَمَر" بالمثلّثة، وهو أعمّ. انتهى (٣).

وفي رواية البخاريّ: "من أسلف في شيء".

وقال القرطبيّ رحمه الله: إنما جرى ذكر التمر في هذه الرواية؛ لأنه غالب ما يُسلَم فيه عندهم. انتهى (٤).

(فَلْيُسْلِفْ) بضم حرف المضارعة، من الإسلاف، أو التسليف (فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ) هكذا الرواية بالواو، وهي هنا بمعنى "أو"؛ لأن المراد اعتبار الكيل فيما يُكال، والوزن فيما يوزن.


(١) "المصباح المنير" ١/ ٨٤.
(٢) راجع: "شرح السنديّ على النسائيّ" ٧/ ٢٩١، و"الكاشف عن حقائق السنن" ٧/ ٢١٦٤، للطيبيّ.
(٣) "شرح النوويّ" ١١/ ٤١.
(٤) "المفهم" ٤/ ٥١٥.