له، ولا والد، وقد أخرجه مسلم عن عمرو الناقد -يعني: هذه الرواية- والنسائيّ عن محمد بن منصور، كلاهما عن ابن عيينة، عن ابن المنكدر، فقال في هذا الحديث:"حتى نزلت عليه آية الميراث، {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} "، ولمسلم أيضًا من طريق شعبة، عن ابن المنكدر -يعني الرواية الآتية بعد حديثين- قال في آخر هذا الحديث:"فنزلت آية الميراث، فقلت لمحمد بن المنكدر:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}؟ قال: هكذا أنزلت".
قال: وقد تفطن البخاريّ بذلك، فترجم في أول الفرائض قوله:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}، ثم ساق حديث جابر المذكور عن قتيبة، عن ابن عيينة، وفي آخره:"حتى نزلت آية الميراث"، ولم يذكر ما زاده الناقد، فأشعر بأن الزيادة عنده مدرجة من كلام ابن عيينة.
وقد أخرجه أحمد، عن ابن عيينة، مثل رواية الناقد، وزاد في آخره:"كان ليس له ولد، وله أخوات"، وهذا من كلام ابن عيينة أيضًا، وقد اضطرب فيه، فأخرجه ابن خزيمة، عن عبد الجبار بن العلاء، عنه، بلفظ:"حتى نزلت آية الميراث: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}، وقال مرة: "حتى نزلت آية الكلالة".
وأخرجه عبد بن حميد، والترمذيّ عنه، عن يحيى بن آدم، عن ابن عيينة، بلفظ: "حتى نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}".
وأخرجه الإسماعيليّ من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عنه، فقال في آخره: "حتى نزلت آية الميراث: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}"، فمراد البخاريّ بقوله في الترجمة: "إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}" الإشارة إلى أن مراد جابر من آية الميراث قوله: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً}، وأما الآية الأخرى، وهي قوله:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} " فإنها من آخر ما نَزَل، فكأن الكلالة لمّا كانت مجملةً في آية المواريث، استفتوا عنها، فنزلت الآية الأخيرة.
قال: ولم ينفرد ابن جريج بتعيين الآية المذكورة، فقد ذكرها ابن عيينة أيضًا على الاختلاف عنه، وكذا أخرجه الترمذيّ، والحاكم، من طريق عمرو بن أبي قيس، عن ابن المنكدر، وفيه:"نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} "، وقد