داود، وأنه مسلسل بالمدنيين من الزهريّ، وشيخه وإن كان نيسابوريًّا إلا أنه دخل المدينة؛ للأخذ عن مالك، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّين، والابن عن أبيه، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ) بن سعد -رضي الله عنهما-، قال في "الفتح": كذا لأكثر أصحاب الزهريّ، وأخرجه النسائيّ من طريق الأوزاعيّ عن ابن شهاب: أن محمد بن النعمان وحميد بن عبد الرحمن حدّثاه عن بشير بن سعد، جعله من مسند بشير، فشَذَّ بذلك، والمحفوظ أنه عنهما عن النعمان، وبشيرٌ والد النعمان، هو ابن سعد بن ثعلبة بن الْجُلاس -بضم الجيم، وتخفيف اللام- الخزرجيّ، صحابيّ شهير، من أهل بدر، وشهد غيرها، ومات في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة، ويقال: إنه أولُ من بايع أبا بكر من الأنصار، وقيل: عاش إلى خلافة عمر.
وقد رَوَى هذا الحديث عن النعمان عدد كثير من التابعين، منهم عروة بن الزبير، عند مسلم، والنسائيّ، وأبي داود، وأبو الضُّحَى عند النسائيّ، وابن حبان، وأحمد، والطحاويّ، والمفضَّل بن المهلَّب، عند أحمد، وأبي داود، والنسائيّ، وعبد الله بن عتبة بن مسعود، عند أحمد، وعون بن عبد الله، عند أبي عوانة، والشعبيّ في "الصحيحين"، وأبي داود، وأحمد، والنسائيّ، وابن ماجه، وابن حبان، وغيرهم، ورواه عن الشعبيّ عدد كثير أيضًا، قال: وسأذكر ما في رواياتهم من الفوائد الزائدة على هذه الطريق مفصلًا -إن شاء الله تعالى- انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: وأنا أيضًا سأذكر تلك الفوائد تبعًا للحافظ رحمه الله وغيره.
(أَنَّهُ)؛ أي: النعمان -رضي الله عنه- (قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) بالنصب على المفعوليّة، وفي رواية الشعبيّ الآتية: "تصدّق عليّ أبي ببعض ماله، فقالت