للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، غير شيخه، فبصريّ.

٣ - (ومنها): أن رواية صفوان بن سُليم عن عبد الله بن سلمان من رواية الأكابر عن الأصاغر؛ لأن صفوان من الطبقة الرابعة، وعبد الله من السادسة.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ) سلمان الأغرّ.

[تنبيه]: قال الجيّاني في "تقييد المهمل": هكذا رُوي في هذا الإسناد "عبد الله بن سلمان"، قال البخاريّ (١) في "باب عبد الله بن سلمان": عبد الله بن سلمان أخو عُبيد الله بن سلمان الأغرّ المدينيّ مولى جُهينة، ثم قال (٢) في باب "عُبيد الله بن سلمان": الأغرّ المدنيّ مولى جهينة، روى عنه مالك، وابن عجلان، وسليمان بن بلال، ثم قال البخاريّ: قال بعضهم: عبد الله، وعُبيد الله أصحّ. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله تعالى: هكذا نقل الجيّاني هذا الكلام عن الإمام البخاريّ في "تاريخه"، لكن الذي في "التاريخ الكبير" المطبوع ليس فيه قوله: "وعبيد الله أصحّ"، ولذا قال القاضي عياض بعد نقل كلام الجيّانيّ هذا، ما نصّه: ولم يكن هذا عندنا في "تاريخ البخاريّ"، ولا في أصل شيخنا الشهيد. انتهى (٤).

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ): أي يرسل، قال الفيّوميّ: بَعَثْتُ رسولًا بَعْثًا، وابتعثته كذلك، وفي المطاوع: فانبعث، مثلُ كسرته، فانكسر، وكلُّ شيء يَنبَعِث بنفسه، فان الفعل يتعدّى إليه بنفسه، فيُقال: بعثتُهُ، وكلُّ شيء لا ينبعثُ بنفسه، كالكتاب والهديّة، فإن الفعل يتعدَّى إليه بالباء، فيقال: بعثت به إليه، وأوجز الفارابيّ، فقال: بعثه: أي أَهَبَّهُ، وبَعَثَ به: وَجَّهَه. انتهى (٥). (رِيحًا) هي مؤنّثة على الأكثر، فيقال: هي


(١) "التاريخ الكبير" ٥/ ١٠٩.
(٢) "التاريخ الكبير" ٥/ ٣٨٤.
(٣) "تقييد المهمل" ٣/ ٧٨١ - ٧٨٢.
(٤) "إكمال المعلم" ١/ ٤٩٤.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٥٢.